قدّر «اتحاد الفلاحين الألمان» الخسائر التي يتكبدها مزارعو الخضار في شمال البلاد بسبب استمرار عدوى بكتيريا «إي كولاي» التي يعتقد أنها في الخيار والخس والبندورة، بخمسة ملايين يورو يومياً. وانتقد الأمين العام للاتحاد هلموت بورن السلطات الصحّية الألمانية ومعاهد البحوث والمختبرات على تركيزها على زراعات الخضار التي يعتاش عليها نحو 10 آلاف فلاح ومزارع، بدلاً من البحث عن مصدر البكتيريا لدى سلاسل تجار الجملة الذين يشترون الخضار ويوزعونها على مراكز البيع في البلاد. وعلى رغم أن عدداً كبيراً من المزارعين أظهر براءات من المختبرات تؤكد أن خضارهم خالية من أي بكتيريا مضرة بالصحّة، يرفض المستهلكون عموماً شراء هذه الخضار الثلاثة، كما أن روسيا التي كانت تستورد في العادة ربع الإنتاج الألماني من الخضار واصلت منع الاستيراد حتى إشعار آخر. ويطالب الفلاحون والمزارعون الألمان، إلى جانب زملائهم الأسبان، بتعويض خسائرهم الجسيمة التي قد تعني الإفلاس لكثيرين منهم. ولم يطرأ أي جديد بعد على صعيد الكشف عن جينوم البكتيريا الشرسة الناجمة عن اندماج جرثومتين من سلالة «إي كولاي»، أو على صعيد معرفة المصدر الرئيس لها. وبلغ عدد المتوفين 18 شخصاً حتى الآن في ألمانيا، وعدد المرضى نحو ألفين. ولم تتأكد الشكوك التي راجت حول أن مصدر البكتيريا القاتلة هو مدينة لوبيك السياحية الشهيرة (شمال البلاد)، على اعتبار أن المرض المعوي بدأ فيها بعد إصابة عدد من أفراد وفد سياحي ألماني ووفاة امرأة منه. ووسعت لجان التحقيق الصحّية دائرة بحثها لتشمل مدناً أخرى، مثل هامبورغ وشفيرين. ومما يصعّب على الخبراء عملهم هو عدم التوصل إلى خيط متماسك يمكن أن يوصل إلى الكشف عن كيفية مكافحة هذه البكتيريا الشرسة وتطوير علاج يقاوم أخطارها، التي تشمل الصرع وتوقف وظيفة الكلى إلى جانب الإسهال الخطر. وأعرب وزير الصحّة الاتحادي دانيال بار عن قلقه من الوضع الذي تعيشه المستشفيات في شمال البلاد التي امتلأت عملياً، من دون وجود أمل بنهاية سريعة للمرض الغامض. والبشرى الوحيدة الإيجابية التي أعلن عنها أمس هي أن امرأة شابة حامل تُعالج من المرض المعوي وضعت طفلة بعد عملية قيصرية أُجريت لها خوفاً من أن تصل العدوى إلى الطفلة.