كيدُهنّ عظيم، تأكدتُ أنها محتالة حين رمقتني طويلاً ثم قالت سأغمض عيني كي لا أرى غير صورتك. فأغمَضَتْ، فبدأت أنادي وأصرخ أرجوكِ سيدتي افتحيهما، ألا تعرفين بأني لا أجيد العوم. دُنيا الأحلام تلاقيا فأحس بأنه يعرفها أشد المعرفة، فاستوقفها متسائلاً: يُخيل لي أننا سبق والتقينا، فابتسمت وقالت: ربما فأنا خارجة لتوي من حُلم. بريقٌ خَبا قلتُ وقد داهمني ما تدجى من ليل شعرها: أحبكِ فلا تذوديني عنك، فقالت وقد لمحتُ في عينيها بريقاً خبا: لكل أجل كتاب، ثم ابتسَمَتْ وسرتُ أنا إلى حيث لا أسير. كأنك لا تدري كانَ راقداً في فراشه يُغطي همه نصفَ جسده، في حين كانت تجلس بقربه وهي مكتئبة قليلاً. فنظر إليها وقال: سأنام ساعة علَّني أستيقظ وقد زال همك. فنام خمس ساعات ولما استيقظ وجدها في الاكتئاب نفسه، فقال سأنام يوماً فإذا زال همك أيقظيني. فنام أسبوعاً فلما صحا وجدها في الهم نفسه وكأنه لم ينم، فقال: سأنام شهراً فإن سررت فأيقظيني. فنام إلى الأبد وحين أدركت سباته الأبدي قالت بفرح أرجوك لا تستيقظ فقد زال همي.