أطلقت الكاتبة الروائية السعودية إيمان الخطاف روايتها الثانية بعنوان «ساحرات بلا مكانس»، عن الدار العربية للعلوم. وأكدت في حديث ل«الحياة» أن الوضوح، والأحداث البديهية في النص الروائي، والتفاصيل المتوقعة، خارج صندوق أفكارها، وأنها، بالتالي، غير اعتيادية «وربما غامضة بعض الشيء، فالغموض يحير القارئ، ويحاصره بين احتمالات عدة، من دون أن يتيقن على وجه الدقة إلى أين ستذهب الأحداث، ذلك ما سعيت إليه في آخر إنتاجاتي وهما (كيمياء الخيبة) و(ساحرات بلا مكانس)»، مشيرة إلى أن ما يميز روايتها الجديدة قالبها الاجتماعي، «إلا أنها تتطرق إلى جوانب فلسفية، ونفسية، وما بين مفهوم الاغتراب وأزمة الهوية، والصراع مع المرض، ذلك لأنني أنظر إلى الحياة بمجملها عبارة عن حالة مقاومة مستمرة». وترفض الخطاف الاعتراف بوجود مدارس روائية، أو قواعد واضحة في كتابة الرواية، وبينت أن «الروائي يخلق عالمة الخاص، ويشكل شخوص أعماله من إفرازات مخيلته، وخلاصة أفكاره وتجاربه ومرئياته، من دون اتباع مدرسة، أو اقتناء نموذج محدد». ووصفت عنوان الرواية ب«الساخر، بل يمكن وصفه بالكوميديا السوداء، لأنه يتندر على مفهوم السحر والشعوذة، والأساطير التي تدور حول هذه الدائرة، وسيعي القارئ طبيعة العنوان حين ينتهي من قراءة الرواية، التي لا نستطيع عزل راويها عن مشاعره، لكنها ليس بالضرورة تمس الراوي، واعتمدت فيها على ما سمعت ورأيت، ومزجته بمخيلتي، ولا أخشى أن يفسر القارئ الرواية على أنها تجربة شخصية، فذكاؤه كبير، وبإمكانه فهم ما هية الرواية، ومدى اختلافها عن السيرة الذاتية». وذكرت الخطاف أنها استلهمت أفكار روايتها من «أمور متناهية الصغر، البيت، الشارع، الصحف، نشرات الأخبار، كل ما حولي ملهم، حتى الإحباط». واستحضرت مرض الصدفية ضمن روايتها لمعالجته بشكل روائي «فحين نغوص في أعماق المصابين، نجد مساحات خصبة، لم يطأها أحد، ذلك ما أغراني لتوظيف مرض الصدفية في الرواية، بحيث تمثل تطور مراحل الشخصية الرئيسة، استناداً إلى دراسات طبية تربط بين الألم النفسي واحتمال الإصابة بهذا المرض». ولفتت إلى أن «العاقل في رشده يختار بملء إرادته، أما مسايرة الظلم الواقع عليه، أو اجتراره ورفضه والانسحاب من علاقة مؤذية، أياً كانت طبيعة هذه العلاقة، أنا لا أحب المظلوميات، وكجزء من هذه المقاومة صوّرت شخصية علياء ضمن رواية «ساحرات بلا مكانس»، وقبلها شخصية خولة في «كيمياء الخيبة»، كلتاهما حاولتا القفز عن واقع غير مرضي، حتى وإن وقعن بسبب هذه القفزة، المهم إحداث التغيير وليس الركود والاستمتاع بندب الحظ». وأردفت الخطاف: «أقسو كثيراً على كتاباتي، أجلدها بالنقد اللاذع، لكن لا يصل الأمر لحد الندم، الفكرة حال ولدت أصبحت طليقة، لا يمكن تقييدها، أو إعادتها إلى حيث خرجت».