اتهمت الكاتبة السعودية إيمان الخطاف الوسط الثقافي السعودي بأنه مصاب بداء الشللية منذ زمن بعيد، مما أثر سلباً في تصدير المشهد الثقافي النسائي السعودي بالشكل اللائق، وهو الفيروس القاتل الذي يعاني منه الجسد الثقافي السعودي بشكل عام وإن أنكر الكثيرون ذلك، على حد قولها. وأكدت الخطاف التي أصدرت أخيرا روايتها الثانية «ساحرات بلا مكانس» عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) في بيروت، أن هذا التراخي في الاهتمام بالأدب النسائي جعله يتراجع رغم ركض الكتابة المستمر. وترى الخطاف التي تعمل في الحقل الإعلامي منذ عام 2006، وهي حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة الملك سعود، وصدرت لها قبل ذلك رواية «كيمياء الخيبة»، أن عالم الرواية وكتابتها بكل طقوسها وشخوصها وتفاصيلها، مكان أرحب من الكتابة في فنون أدبية أخرى. مؤكدة أن هذه المساحة تمنح الروائية أفقاً أوسع من حرية الفكر وحركة القلم، والتي تمكنها من التنقل بين ردهات ودهاليز الأفكار الذاتية والأفكار المجتمعية على حدٍ سواء. وأكدت أن التخيل عند بدء السرد وصناعة الشخوص من أهم الدوافع للاتجاه نحو كتابة الرواية بإبداع وتمكن. واستدركت أن مدى ملامستها لتوجه ورغبة وتوقع القارئ يظل نسبياً في هذه الحالة. النزاع الداخلي قال الناشر عن رواية الخطاف «ساحرات بلا مكانس» رواية يتم التركيز فيها على أزمة الهوية، ومفهوم الاغتراب، وأعداء الاختلاف وعبيد السمعة. كل هذا إلى جانب إشكالات الصراع النفسي الذي يعيشه مصابو الأمراض الجلدية، خاصة الإناث منهن، على اعتبار أن الجمال قيمة أنثوية عالية. تتناول الرواية فلسفة الشر، وأزمة الوصم الاجتماعي. من خلال فتاة اسمها علياء، ولدت في أسرة مفككة، لأم مغربية وأب سعودي. تتعرض علياء لفضيحة مدوية وتقع فريسة الخذلان، لتصاب لاحقًا بداء الصدفية، وتبدأ رحلة مواجهة المرض الذي يلتهم جسدها ويشوّه تفاصيله. الرواية تتناول نظرية الوصم التي تجرد الفرد من أهلية القبول الاجتماعي الكامل، وأزمة التعايش في المجتمعات المنغلقة. وتعرج إلى الحميمية بين الرجل والمرأة المصابة بمرض جلدي، من خلال علاقة علياء بوليد، الرجل التقليدي المتشبع بقبح الموروث الاجتماعي. لتعكس النزاع الداخلي الذي يعتري الأنثى المريضة حين ترى جمالها يتآكل، وحيويتها تهبط، وجاذبيتها تترنح. انطلاق الروائيات السعوديات تتحدث إيمان الخطاف في رواية «كيمياء الخيبة» عن المرأة في مرحلة محددة من عمرها، وهي فترة ما بعد سن اليأس. حيث تناولت الكاتبة كيف تصاب المرأة بعد تلك المرحلة من عمرها بالخيبة بعد خروجها إلى جانب المشهد على الصعيد الأسري والعاطفي، وكيف من الممكن أن تتحول نظرتها إلى ذاتها لتكون نظرة سلبية تختلف عن النظرة الذاتية العنفوانية في زمن ماض. البطلة في الرواية تمر بمراحل من الصراع الداخلي يترجم عبر العديد من الأحداث والمواقف المتشابكة. وترى الخطاف أن الروائيات السعوديات بدأن التركيز والنظر بوضوح لاحتلال المقدمة بين الروائيات العربيات مؤخراً. هذه النظرة الحماسية – تقول الخطاف - هي حجر الزاوية في عملية انطلاقتهن للتواجد على خارطة كتابة الرواية في العالم العربي. وأضافت أن الروائيات الخليجيات لم يمتزن بشيء خاص سوى أن لحظة وصولهن كانت أولاً، وليس بسبب التفرد.