بدّلت إسرائيل لهجتها من النظام السوري. فبعدما اعتمدت في البدايةً نهج عدم التطرق إلى التظاهرات في سورية، أخذت «مصادر عسكرية» تتحدث في الأيام الأخيرة عن قرب انهيار النظام. وقال وزير الدفاع ايهود باراك أمس إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد «بات محسوماً» وأنه لم يعد شريكاً لمفاوضات محتملة لتسوية الصراع الإسرائيلي - السوري. علماً أن باراك والأجهزة الأمنية الإسرائيلية كانت تؤيد استئناف المفاوضات مع دمشق. وأدار باراك، عندما كان رئيساً للحكومة الإسرائيلية عام 2000 مفاوضات مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لم تثمر عن نتيجة. وقال باراك للإذاعة الإسرائيلية العامة إن مصير الرئيس السوري «قد حسم تماماً مثلما حسم مصير الرئيس اليمني علي عبدالله الصالح والزعيم الليبي معمر القذافي». وأضاف أن الأسد «سيسقط في النهاية إذ خسر شرعيته». وأضاف أن الرئيس السوري يواجه معضلة «فإذا توقف اليوم عن استخدام القوة فسيُنظر اليه على أنه ضعيف وستتم الاطاحة به... وفي المقابل، في حال واصل القمع فسيكون أعنف وستحدث انشقاقات في الجيش أيضاً... في رأيي لقد حسم مصيره». وقدّر باراك ان الأسد «ليس ذا صلة» لمفاوضات معه (لتسوية بين إسرائيل وسورية)، وأنه غير قادر على اتخاذ قرارات «بعد أن خسر شرعيته في نظر شعبه، وعليه لم يعد شريكاً لمفاوضات بيننا». وتأتي أقوال باراك حول مصير النظام السوري بعد أيام قليلة من نشر صحيفة «هآرتس» أن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقود إلى أن النظام لن يستطيع الصمود وسينهار في النهاية تحت ضغط المتظاهرين. ووفق مصدر أمني كبير (يرجح انه رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال بيني غانتس)، فإن «نفوذ الأسد بدأ يضعف، وهو قد يصمد لأشهر عدة أو لسنة، لكن نظامه لن يقدر على استعادة قوته». وزاد أن حكم عائلة الأسد الذي استمر لمدة أربعين عاماً «يبدو أنه في طريقه إلى الزوال». ورأى المسؤول العسكري أن «مواصلة النظام السوري استخدام العنف لقمع التظاهرات ستسرّع سقوطه». وأضاف أن «الأسد نفسه لا يعرف كيف ستبدو سورية في نهاية هذا الأسبوع، أو الأسبوع المقبل. وهذا الغموض يثير قلقه وقلقنا».