أكد الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله أنّ ما حصل بالأمس في ذكرى النكسة على هضبة الجولان يكشف أن «الادارة الاميركية تطمح الى مصادرة الثورات العربية ويفضح مجدداً التزام واشنطن المطلق بأمن اسرئيل». كلام نصرالله جاء خلال افتتاح «معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية» صباح امس، «مؤتمر التجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام خامنئي»، في حضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والدينية الاسلامية والمسيحية. وتليت في بدء الاحتفال برقية وردت من رئيس الجمهورية ميشال سليمان تمنى فيها أن «تساهم النقاشات التي سيشهدها هذا المؤتمر في إغناء روح المعرفة ونهج الحوار الذي تميز به لبنان، وتعزيز القيم الروحية والحضارية التي ترتقي بالإنسانية جمعاء نحو العدالة والسلام والصفاء». وألقى نصرالله عبر شاشة عملاقة كلمة تناول فيها شخصية الإمام الخامنئي من أبعاد عدة، واصفاً اياه بأنه «شخصية استثنائية نرى أن الأعداء يحاصرونها ويحجبون حقيقتها، ولا يعطيها حقها الأصدقاء». وذكر نصرالله بمؤتمر مدريد عام 1991، «يوم دعت أميركا جميع الوفود العربية بما فيها لبنان وسورية إلى حضور المؤتمر، في ظل إعلان أميركا عن إنجاز سلام، يومها كان للامام خامنئي رأي خارج الاجماع، إذ قال ان مؤتمر مدريد لن ينجح وان أميركا لن تستطيع ان تفرض حلها على شعوب المنطقة». وتحدث عما «سموه الاختراق الكبير الذي حصل في المفاوضات السورية - الإسرائيلية عام 1996 وما حكي عن وديعة رابين، ولكن خارج الاجماع الذي كان مسيطراً في لبنان التقينا الإمام خامنئي، وقال لنا: اعتقد أن هذه التسوية مع سورية ولبنان لن تنجز وأنا أقترح عليكم ان تواصل المقاومة عملها. وبعد عودتنا بأسبوعين أغتيل رابين، وفي ظرف كانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي تعرضتا لضربة قاسية جداً لكنهما استأنفتا العمليات الاستشهادية في القدس وغيرها، وأتى بعدها التوتر في جنوب لبنان وعقد اجتماع في شرم الشيخ لإدانة الإرهاب الذي ألصقوه بحماس والجهاد، ثم كانت معركة عناقيد الغضب في نيسان 1996 وسقط بعدها بيريز وجاء نتانياهو فعادوا إلى المربع الأول». وذكر بأن «الإمام كان يؤكد لنا ان انتصاركم في لبنان قريب جداً وأقرب مما تتوقعون وسوف ترونه بعينكم». وعن حرب تموز 2006، قال نصر الله: «في الأيام الأولى لهذه الحرب العالمية التي كان عنوانها سحق المقاومة، سأعلن لأول مرة عن رسالة شفوية وصلتني منه وفيها أن هذه الحرب تشبه حرب الخندق... وقال: انتم منتصرون حتماً، بل وأكد انه عندما ستنتهي الحرب بانتصاركم سوف لن تقف في وجهكم قوة». وعن فلسطين وإسرائيل، قال: «الإمام الخامنئي يعتقد جازماً أن إسرائيل إلى زوال وأن ذلك لقريب وأن التسوية لن تصل إلى مكان». وربط بين «تراجع اميركا في المنطقة وزوال إسرائيل والتضحيات عند الشعب العربي والفلسطيني وغياب الزعامات في إسرائيل». وتوقف «بإحترام شديد أمام الشباب الفلسطينيين والسوريين الذين احتشدوا في الجولان المحتل وامام إصرارهم على التحدي والعزم، وهذا الدم جاء ليفضح خلقيات السياسة الأميركية والكونغرس الذي صفق لنتانياهو لأن أميركا لم تدن ما حصل بقتل إسرائيل عشرات الشباب».