في خطوة مفاجئة، سجل رئيس مجلس إدارة نادي الشرقية الأدبي المستقيل جبير المليحان ونائبه الدكتور مبارك الخالد في الجمعية العمومية مساء السبت الماضي، تمهيداً لانتخاب أول مجلس إدارة للنادي منذ تأسيسه 1401 ولم يكتف الرئيس ونائبه بالتسجيل إنما حثا مثقفي ومثقفات المنطقة الشرقية على التسجيل وقال الدكتور مبارك الخالدي ل«الحياة»: «إنه لا نية له في الترشح لعضوية مجلس الإدارة الذي سيتم انتخابه لاحقاً، ولكنه سيدعم بعض الأعضاء في المجلس الحالي، مثل عبدالوهاب أبو زيد وعبدالله الوصالي في حال ترشحوا»، مؤكداً أنهما من خيرة الأدباء، ومن الأسماء التي يمكن الاعتداد بها. يذكر أن مجلس الإدارة السابق قدم استقالة جماعية إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، احتجاجاً على تعطيل بند الانتخابات في اللائحة الأساسية للأندية الأدبية. من جهة أخرى، تساءل عدد من الشعراء والقاصين في الشرقية تأخر البدء في تشكيل الجمعية العمومية، مؤكدين أحقية أعضاء مجلس «أدبي الشرقية» المستقيل في الدخول في الانتخابات. وقال الشاعر زكي الصدير ل«الحياة»: «إنه لا يعتقد أن المشكلة التي يقع فيها أدبي الشرقية حالياً، لا تأتي نتيجة لغياب الأعضاء السابقين بشخصياتهم الاعتبارية فحسب، بل يتعدى هذا الغياب إلى تورّط النادي بأعضاء جدد تنقصهم الرؤية العميقة، إما بسبب سطحية ثقافتهم الكرستالية، أو لعدم قدرتهم على التماهي مع متغيرات العصر التكنولوجية والمعرفية»، وأضاف: «لكِ أن تتصوري مقدار الفشل الكبير حين يقود زمام الأمور مثقفون بخلفية مرجعية تقليدية تتوسّل مباركة التيار المحافظ من أجل أن تكسب شرعيتها، وتبارك لها مشروعها». ورجح القاص فهد المصبح أن يكون سبب «تأخر البدء بالجمعية العمومية، نتيجة الحاجة للوقت، ليس من أجل حصر الأسماء الكفوءة، إنما لتثقيف ودراية المشارك في العملية الانتخابية، ومن الآن مادامت ستقتصر على الرجال، هي انتخابات ناقصة، لذا لعل التأخر مفيد لكل من الناخب والمرشح من أجل هضم العملية جيداً»، مشدداً: «لست مع الانتخاب وإنما مع التعيين في حال اتيح لنا مساءلة ومحاسبة المعين». وأشار الشاعر حسين آل دهيم إلى أنه من خلال المتابعة لنشاط النادي تحت الإدارة السابقة، «اتضح لنا جلياً الجهود الكبيرة التي قامت بها هذه الإدارة، أعني الإدارة السابقة، ما أسهم في نهوض النادي الأدبي من سباته ومحاولة الاقتراب واحتواء أطياف المشهد، على رغم سوء الإمكانات المادية»، مفترضاً في حال تم انضمام بعض أعضاء تلك الإدارة إلى الإدارة الحالية، أن يكون في ذلك دفع للتميز شريطة الانسجام وعدم تضارب القرارات». وأكد الشاعر عبدالوهاب الفارس أن «الهم الثقافي لاشك أنه واحد لدى جميع المثقفين المخلصين والجادين في تحقيق أحلامهم وآمالهم بالرقي والتطور والأخذ بالأساليب الفاعلة والمثمرة في هذا الطريق»، داعياً إلى أن «نتجاوز نظرية السابق واللاحق»، مؤكداً أن «المسألة ليست مسألة حق مكتسب أو إرثاً خاصاً بأشخاص أو مجموعات، إنما هي فعل تراكمي، وتكاملي تتضافر فيه جميع الرؤى والأفكار والثقافات والمعارف والخبرات للنهوض بمستوى الثقافة في سبيل خدمة قضايا وطن وأمة بشكل خاص والإنسانية بشكل عام». فيما اعتبر القاص محمد البشير أن «من الجميل أن يطرح هذا المحور ويخص به نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وذلك لأمرين: أولهما أن نادي المنطقة الشرقية الأدبي أول ناد استقالت إدارته متذرعة بتجميد الوزارة لباب عضوية النادي، وتأدية هذا الأمر إلى عدم إمكان عقد الجمعية العمومية التي تنتخب مجلس الإدارة، كما أن النادي يعد أول ناد ينادي علانية برغبته الملحة - إلى حد الاستقالة - في عقد الجمعية العمومية، وبذلك الوصول لانتخابات من خلالها يعين أعضاء مجلس إدارة النادي، والأمر الثاني أن مدير نادي المنطقة الشرقية الأدبي الحالي من المنادين بقوة للانتخابات قبل تعيينه وتعيين الإدارة السابقة، إذ هو من المتحمسين لهذا الأمر، وأظنه ما زال. وحول ترشح أفراد من الإدارة السابقة للانتخابات، قال إن «هذا أمر مشروع، كما أن الانتخابات حجتهم وسبب استقالتهم على حد قولهم، فإن تحقق أمر الانتخاب، فلا شك أن عدداً منهم من المؤهلين لخوض ذلك، وخاصة بضعة أسماء من الفاعلين في الحراك الثقافي بالمنطقة».