أطلقت الحكومة العراقية عملية أمنية في جنوبكركوك إثر مقتل 27 من عناصر «الحشد الشعبي» في مكمن نصبته عناصر من تنظيم «داعش»، ما أثار شكوكاً في شأن حجم وجود التنظيم في محيط المدينة المتنازع عليها. وقالت مصادر أمنية عراقية أمس، إن 27 شخصاً قتلوا في المكمن الذي نصبته عناصر «داعش» في منطقة «السعدونية» قرب بلدة الحويجة، واستهدف عناصر من «الحشد الشعبي» التركماني، فيما أكدت مصادر محلية أن عدداً آخر من المقاتلين في عداد المفقودين. وأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالتحقيق في الحادث، فيما أطلقت القوات العراقية حملة عسكرية بإسناد من طيران الجيش. وقال مصدر أمني في كركوك ل «الحياة» إن «قوات من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي دهمت فجراً قرية السعدونية بعد تمشيط المنطقة، ثم انسحبت منها بعد العثور على جثثٍ جديدة لقوات الحشد، أكثرها مقطوع الرأس، فضلاً عن العثور على سبع عجلات عسكرية محترقة». وذكر أن «القوات العراقية لا تزال تطارد عناصر داعش بحثاً عن مخطوفين في مناطق تابعة لقضاء الحويجة غرب كركوك»، موضحاً أن «حالة من التوتر والاستنفار القصوى تسود النواحي التابعة لقضاء الحويجة لملاحقة التنظيم ومعرفة مصير المخطوفين». وكشفت هيئة «الحشد الشعبي» أن «اشتباكات عنيفة جرت بين الجانبين استغرقت أكثر من ساعتين»، وأن «كثرة أعداد المهاجمين وسوء الأحوال الجوية تسببا بمقتل 27 من عناصر الحشد». وجددت العملية المخاوف من وجود خلايا كبيرة ل «داعش» في محيط بلدة الحويجة، التي أعلنت القوات العراقية تحريرها من التنظيم قبل شهور. وكانت قوات الجيش العراقي أعلنت قبل نحو أسبوعين إطلاق حملة عسكرية لتطهير مناطق جنوبكركوك وصولاً إلى الحدود العراقية- الإيرانية، من أجل تأمين خط نقل 30 ألف برميل يومياً من نفط كركوك إلى إيران براً. وأحاطت أجواء من الشكوك بظهور مجموعات مسلحة في المنطقة، بينها تنظيم غامض يُطلق على نفسه «الرايات البيض» رجح مختصون أنه يتكوّن من مقاتلين أكراد غاضبين من دخول القوات العراقية وقوات «الحشد الشعبي» مناطقهم في منطقة «طوزخرماتو» جنوبكركوك، كما لم تستبعد التكهنات بأن يكون التنظيم احتضن عناصر «داعش» الفارين من «الحويجة». وعبّر محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي عن الشكوك حول احتمال عودة «داعش»، وكتب في تغريدة على صفحته في «فايسبوك» أن التنظيم يستهدف القيادات السنية ضمن أربع مراحل، تبدأ الأولى بعملية «صيد الغربان»، وتنتهي بعملية عسكرية كبيرة. وقال رئيس الجبهة التركمانية في كركوك أرشد الصالحي في بيان تعليقاً على الحادث: «نؤكد للعراقيين جميعاً بأننا سبق أن حذّرنا الحكومة العراقية بأن تطهير كركوك لم يتم بالمطلق، بعد بسط الدولة سيادتها القانونية... وأكدنا أن عصابات داعش الإرهابية ما زالت موجودة داخلها وعلى أطرافها، وأبلغنا القائد العام للقوات المسلحة بخطورة الوضع في كركوك وأطرافها ومن كل المحاور».