يطمح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الى تحويل بلاده قوة رياضية دولية، تُذكّر بما كانت عليه ألمانياالشرقية في سبعنيات القرن العشرين وثمانيناته. ومع أنه لم يذكر اسم ألمانياالشرقية أو يلمّح إليه، فإنها تمثل نموذجاً جذاباً لما تسعى الدولة الستالينية المحاصرة بالمشكلات، الى أن تكون عليه. وعلى رغم التفاوت في عدد السكان (16 مليوناً في ألمانياالشرقية عام 1990، و25 مليوناً في كوريا الشمالية الآن)، احتلت الدولة الأوروبية الشرقية المرتبة الثانية في عدد الميداليات، بعد الاتحاد السوفياتي، لثلاث دورات أولمبية صيفية. كما حلّت أولى في أولمبياد ساراييفو للألعاب الشتوية عام 1984، وثانية في 4 دورات أولمبية أخرى. في المقابل، شاركت بيونغيانغ في 9 دورات أولمبية شتوية، كانت أولها في إنسبروك عام 1964، وفازت بميداليتين فقط: فضية وبرونزية. لكن كيم تعهّد تحسين أداء رياضيّي كوريا الشمالية، وقال في خطاب عام 2015: «لنبدأ عصراً ذهبياً جديداً، ونبني قوة رياضية تستوحي الروح الثورية لقمة جبال بايكتو» المقدسة في الدولة الستالينية، والتي تفيد الأسطورة بأن كيم جونغ إيل، والد كيم الثالث، وُلد فيها عام 1942، علماً أن سجلات روسية تُظهر أنه وُلد في بلدة سيبيرية في الاتحاد السوفياتي عام 1941. ودعا حزب العمال الشيوعي الحاكم إلى مساعدة الرياضيين لتحقيق الفوز في الألعاب الأولمبية والبطولات والمسابقات الدولية، وأضاف: «وحدهم الرياضيون قادرون على رفع علم بلادنا سلماً في دول العالم». ولم تضع بيونغيانغ لائحة بأسماء رياضييها المشاركين في أولمبياد بيونغتشانغ، إلا قبل فترة وجيزة من انطلاقها. ومع أن قرار كيم الثالث إرسال فرق الرياضيين إلى الدورة اتخذ منحى سياسياً، جهد هؤلاء للفوز في غالبية المنافسات التي خاضوها. لكن اثنين فقط من 22، تأهلا للمشاركة في المنافسات التمهيدية. فألحقت بيونغيانغ 7 رياضيين و12 رياضية بفريق الهوكي على الجليد المشترك بين الشمال والجنوب، الذي سجّل هدفاً واحداً، في مقابل تلقيه 22، في أول 4 مباريات خاضها. وقرر كيم الثالث إرسال وفد من 140 موسيقياً، وفريق تايكواندو، و21 صحافياً، وفرقة التشجيع التي تضمّ 229 فتاة، والتي جذبت الأنظار. كما استقطب اهتمام العالم، بإيفاده شقيقته الصغرى كيم يو جونغ، في أول زيارة لعضو في السلالة الحاكمة إلى الشطر الجنوبي، منذ الحرب الكورية (1950-1953)، فحضرت مراسم الافتتاح وسلّمت الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن دعوة الى زيارة بيونغيانغ. وفي المحصلة، حقق الرياضيون الكوريون الشماليون أفضل إنجازاتهم من خلال بطلَي التزلج الفني ريوم تاي أوك وكيم جو كيك، اللذين حلا في المرتبة 13 مع أفضل أداء مشترك، ليكونا المتأهلين الوحيدين من بلادهما في الأولمبياد، في مقابل زملاء لهم في ألعاب أخرى، حلّوا فيها في مراكز متأخرة. وعلى رغم تواضع إنجازات رياضييها في أولمبياد بيونغتشانغ، حققت كوريا الشمالية قفزة رياضية لافتة، منذ تولي كيم جونغ أون السلطة أواخر العام 2011. كما شيدت منتجع «ماسيك باس»، وهو أول منتجع تزلج فخم في البلاد، يتدرب فيه نخبة المتزلجين. إضافة إلى تجديد الملاعب وتشييد حلبات للتزلج في البلاد، أو تحسينها، وتأسيس أول مدرسة لكرة القدم، لتدريب لاعبين شباب، وإلحاق الموهوبين منهم بمراكز تدريب في الخارج.