برلين - أ ف ب - توجه الألمان الى صناديق الاقتراع امس، في ثلاث ولايات يسيطر عليها الاتحاد المسيحي الديموقراطي، في انتخابات محلية قد تنعكس نتائجها سلباً على حزب المستشارة أنجيلا مركل قبل شهر من انتخابات اشتراعية يعتبر الأوفر حظاً للفوز فيها. وأنذرت النتائج الأولية للانتخابات بتعزيز كبير لموقع حزب اليسار الراديكالي «دي لينكي» المنبثق عن تجمع للشيوعيين من المانيا الديموقراطية سابقاً ومنشقين عن الحزب الاجتماعي الديموقراطي. وسعت المستشارة للتخفيف من وطأة هزيمة حزبها فأكدت على ان نتائج انتخابات امس، لن تكون لها انعكاسات على الصعيد الوطني. وقالت ان «هذه الانتخابات ليست اختباراً تمهيداً للانتخابات الاشتراعية»، معتبرة ان الوضع عام 2004 (آخر موعد انتخابات محلية في هذه الولايات) كان خاصاً حيث أفدنا من الاستياء حيال حكومة الحمر والخضر آنذاك». وتحاول مركل الاستفادة مما يعرف تقليديا ب «امتياز المستشار المنتهية ولايته» وتتوقع استطلاعات الرأي ان تنجح في تشكيل الحكومة المقبلة بعد الانتخابات الاشتراعية في 27 ايلول (سبتمبر) المقبل. ومن اصل ساكس (المانيا الديموقراطية سابقاً) وتورينغن (المانيا الديموقراطية سابقاً) وسارلاند (المحاذية لفرنسا) حيث جرت الانتخابات، وحدها الولاية الأولى مضمونة للمحافظين حيث سيعود لهم حق الخيار في انتقاء شريكهم لبناء غالبية. ويتوقع ان يحصل الاتحاد المسيحي الديموقراطي على 40 في المئة من الأصوات في ولاية ساكس كما جرى قبل خمس سنوات. أما الحزب الاجتماعي الديموقراطي الذي شكلت مركل ائتلافاً معه منذ خمس سنوات، فمن المتوقع ان يتقدم بضع نقاط ولكن من دون ان يضمن الاستمرار في الائتلاف الحاكم إذ سيكون في وسع المستشارة اللجوء أيضاً الى الحزب الليبرالي الديموقراطي لتشكيل ائتلاف. ويلعب الحزب الاجتماعي الديموقراطي، الشريك ذو الأقلية في حكومة مركل الاتحادية، احدى ورقاته الاخيرة على امل تخطي ولو جزء من تراجعه الهائل في استطلاعات الرأي قبل استحقاق 27 ايلول. وفي سارلاند، سجل الحزب اسوأ نتيجة له منذ 55 سنة، غير ان الاختراق المرتقب لحزب «دي لينكي» وتسجيل نتيجة جيدة ل «الخضر» قد يسمحان له بقلب الرئيس الإقليمي الذي ينتمي الى الحزب المسيحي الديموقراطي. وستكون هذه اول ولاية في المانياالغربية يديرها ائتلاف يضم «دي لينكي» الذي كان نفوذه يقتصر حتى الآن على المانياالشرقية. وفي مطلق الأحوال، فإن «دي لينكي» سيكون الرابح الاكبر اذ يتوقع ان يرسخ موقعه كالقوة اليسارية الاولى في تورينغن، متقدماً على الحزب الاجتماعي الديموقراطي. وقد يضطر الاجتماعيون الديموقراطيون في هذه الولاية الى لعب ادوار ثانوية متممة من اجل إطاحة الغالبية المحافظة التي يعتبر وضعها هشاً والتي يكمن املها الوحيد في تحقيق الليبراليين الديموقراطيين التقدم المرتقب، في ظل التوقعات السائدة بأن يشكلوا معهم الحكومة الفيديرالية المقبلة. وتوجه ما مجموعه 6.2 ملايين ناخب الى صناديق الاقتراع امس.