مرت أمس ذكرى نكسة حزيران (يونيو) عام 1967 بهدوء في لبنان، ولم يحدث ما يخلّ بالأمن، خصوصاً في منطقة جنوب الليطاني التي تعتبر منطقة العمليات المشتركة للجيش اللبناني والقوات الدولية «يونيفيل» لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701. ولقيت التدابير المشددة التي فرضتها وحدات مؤللة وراجلة من الجيش اللبناني في الجنوب، وتحديداً جنوب الليطاني، تجاوباً من الأطراف الرئيسة، وتحديداً «حزب الله» و «أمل» وجميع الفصائل الفلسطينية، لمنع تكرار ما حدث في التجمع الذي أقيم في بلدة مارون الراس الحدودية في 15 أيار (مايو) الماضي ضمن «مسيرة العودة» في ذكرى النكبة. كما جاء التجاوب بناء لنصائح دولية وإقليمية، كان أبرزها من الأممالمتحدة، خوفاً من تكرار ما حدث في مارون الراس. وعلمت «الحياة» من مصادر في قيادة الجيش اللبناني بأن التجاوب مع التدابير التي فرضتها والتي وصلت فجر أمس الى حد إعلان الاستنفار العام جنوب الليطاني، كان كاملاً، ولم يسجَّل أيُّ «خرق» له سوى في بلدة عديسة (الحدودية) في قضاء مرجعيون حيث أوقفت وحدات الجيش 12 شخصاً هم 9 لبنانيين وثلاثة فلسطينيين، تبين انهم من خارج المنطقة ووصلوا اليها قبل بدء تنفيذ الخطة الأمنية الطارئة بالتعاون مع «يونيفيل»، ونُقلوا بعد التحقيق معهم الى ما بعد جسر الخردلي الواقع تحت قلعة شقيف، ومن ثم أُبعدوا الى مدينة النبطية. كما عملت هذه الوحدات على تفريق نحو 20 شاباً، جميعهم من شبعا الحدودية، أثناء تجمعهم على مقربة من بركة النقار المطلة على مزارع البلدة المحتلة لإحياء ذكرى النكبة على طريقتهم، بإلقاء الخطب ضد إسرائيل والولايات المتحدة بسبب موقفها الداعم لاستمرار الاحتلال لمنطقة المزارع، علماً ان السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي جال أمس برفقة الرئيس السابق لمجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد عادل على عدد من البلدات الجنوبية بدأت في بلدة مارون الراس، تفقّدا فيها «الحديقة الإيرانية» ومن ثم النصب التذكاري لشهداء «مسيرة العودة». وألقى عادل كلمة أمام أهالي البلدة أكد فيها ان دولة الكيان الصهيوني العنصري الى زوال، وأن إيران ماضية في دعمها المقاومة اللبنانية لتحرير الأرض التي تحتلها إسرائيل.