أعلن الثوار الليبيون في الجبل الغربي، جنوب غربي طرابلس، إلحاق هزيمة بقوات العقيد معمر القذافي في منطقتين في جبال نافوسة، مؤكدين أن هدفهم المقبل سيكون التقدم شمالاً صوب معقل الزعيم الليبي في العاصمة طرابلس. وتزامن ذلك مع تأكيد الدكتور سليمان محمد الفورنتية، زعيم الثوار في مدينة مصراتة ممثلها في المجلس الوطني الانتقالي، أن الثوار يتقدمون صوب المناطق القريبة منها مثل زليطن وتاورغاء وبني وليد. لكن الفورنتية شدد في مقابلة مع «الحياة» على أن الثوار لا يعتزمون مهاجمة هذه المدن بل مساعدة مناوئي القذافي فيها على التمرد وطرد قوات العقيد الليبي منها. وقال إن الهدف المقبل للثوار سيكون الزحف على طرابلس ل «تحرير أهلها من الحصار» الذي زعم أن قوات القذافي تفرضه عليهم. وفي وقت كشف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن حكومته تُجري اتصالات من «الدائرة القريبة» من القذافي بهدف إقناعه بالتنحي، قال نائب المندوب الليبي لدى الأممالمتحدة (المعارضة) إبراهيم الدباشي إن أشخاصاً من المحيطين بالقذافي سينضمون إليه في لائحة الاتهام التي يريد إدعاء المحكمة الجنائية الدولية إصدارها في حق الزعيم الليبي ونجله سيف الإسلام وعديله عبدالله السنوسي. وإذ أقر الدباشي بأن الثوار الليبيين ربما قاموا بانتهاكات لحقوق الإنسان، بحسب ما قال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلا أنه أوضح أن ذلك لا يتحمله المجلس الوطني الانتقالي لأن الثوار كانوا قبل تأسيس المجلس في 5 آذار (مارس) الماضي عبارة عن «مواطنين عاديين وجدوا أنفسهم في موقع الدفاع عن النفس». وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية ألقى اللوم الكبير في جرائم ليبيا على نظام القذافي. وكان من المتوقع أن يصوّت مجلس النواب الأميركي مساء أمس على مشروعي قرار يؤنبان إدارة الرئيس باراك أوباما على المشاركة في عمليات عسكرية في ليبيا بدون أخذ موافقة مسبقة من الكونغرس. ويمثّل التصويت في مجلس النواب أول موقف مهم داخل الإدارة الأميركية من قرار أوباما المشاركة في ضرب ليبيا بناء على تفويض من الأممالمتحدة لحماية المدنيين في آذار (مارس) الماضي. ووجه نواب جمهوريون وديموقراطيون اللوم إلى إدارة أوباما لمشاركتها في العمليات العسكرية بدون أخذ موافقة من الكونغرس الذي يملك صلاحية إعلان الحرب. وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن مجلس النواب من المرجح أن يُقر مشروع قرار قدمه رئيسه الجمهورية جون بونر وينص على معارضة وجود قوات أميركية على الأرض في ليبيا ويطلب تقديم تواريخ محددة في شأن العمليات وتكاليفها على أن تقدمها إدارة أوباما خلال 14 يوماً. لكن يُتوقع سقوط مشروع القرار الثاني الذي قدمه النائب دنيس كوتشينيتش (ديموقراطي معروف بليبراليته) والذي ينص على إنهاء المشاركة الأميركية في العمليات في ليبيا. وحذّرت إدارة أوباما من أن التصويت على مثل هذه المشاريع في الكونغرس يمكن أن يعطي إشارة «خاطئة» إلى نظام القذافي، وأيضاً إلى حلفاء الولاياتالمتحدة الآخرين المشاركين في عمليات «الناتو» ضد ليبيا. على صعيد آخر، تفاعلت قضية طرد قطر الليبية إيمان العبيدي التي كانت قد اتهمت جنود القذافي باغتصابها. واستنكرت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة طرد العبيدي من الدوحة على متن طائرة عسكرية ونقلها إلى بنغازي، على رغم أنها لم تكن تنوي العودة إلى ليبيا (تردد أنها كانت تريد الذهاب إلى الولاياتالمتحدة). ونقلت «واشنطن بوست» عن نانسي هولوهان (صديقة العبيدي، وهي أميركية من مدينة سان فرانسيسكو) إنها كانت خائفة من العودة إلى ليبيا. وأشارت الصحيفة إلى أن العبيدي تعرضت لضغوط من الثوار كي تعود إلى بلادها، وإنها تعرضت للانتقاد بسبب قولها إنها لم تلق الدعم المطلوب منهم وخصوصاً من المسؤول الإعلامي في الدوحة محمود الشمام. ونقلت عن محمد علي، المسؤول في مجلس ثوار مدينة مصراتة والمقيم حالياً في الدوحة، إنها لقيت «وقتاً صعباً» بسبب الشمام. ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر رفض أن يكشف اسمه لحساسية الموضوع إن الثوار طلبوا من السلطات القطرية ترحيلها إلى بلادها. وأوردت أن قطر منحتها في البدء هبة مالية لتصرفها على التبضع، لكن المزايا التي تمتعت بها تم سحبها في الأيام الأخيرة وصارت العبيدي تقضي معظم وقتها في غرفتها في الفندق ولم يعد يُسمح لها باستخدام غرفة الرياضة، كما تم سحب الحارس الذي كان يحمي غرفتها.