بنغازي، طرابلس، باريس، واشنطن - «الحياة»، أ ب، رويترز - قال زعيم للثوار الليبيين، إن قواته سيطرت على مدينتين في منطقة الجبل الغربي من قوات العقيد معمر القذافي، في طريقها للتقدم نحو معقل الزعيم الليبي في العاصمة طرابلس. وقال العقيد جمعة إبراهيم من المجلس العسكري لجبل نافوسة، إن قوات الثوار حررت مدينتي يفرن وشكشوك، التي تحوي محطة إستراتيجية للطاقة الكهربائية. وأوضح أن الثوار مازالوا يقاتلون قوات القذافي للسيطرة على بلدة صغيرة في أسفل الجبل. وتابع: «هدفنا العاصمة». وتمثّل هذه الانتصارات اختراقاً مهماً للثوار في محاولتهم لكسر سيطرة القذافي على الجزء الغربي من ليبيا. ويسيطر الثوار على الجزء الشرقي من البلاد منذ بداية الثورة ضد حكم القذافي في شباط (فبراير) الماضي. واستهدفت 10 غارات جوية على الأقل فجر الجمعة منطقة العاصمة طرابلس وضواحيها، مستهدفة خصوصاً ثكنات عسكرية في باب العزيزية ومركزاً للشرطة وقاعدة عسكرية، بحسب ما قال مسؤول حكومي. ولم يكن واضحاً على الفور هل سقط أي ضحايا. وبدت الغارات كأنها الأعنف على طرابلس منذ زيارة رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما واجتماعه مع العقيد القذافي مطلع الأسبوع في محاولة فاشلة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الليبية. وقال مسؤول حكومي إن أربعاً من الانفجارات الصباحية التي هزّت طرابلس فجراً استهدفت منطقة تضم ثكنات عسكرية سبق أن تعرضت للقصف وتقع قرب مقر القذافي في باب العزيزية. وأضاف أن ست غارات أخرى استهدفت مركزاً للشرطة وقاعدة عسكرية خارج طرابلس في منطقتي هيرا والعزيزية. فرنسا: إقناع القذافي بالتنحي في غضون ذلك، أعلنت فرنسا أمس أنها تعمل مع المقربين من الزعيم الليبي معمر القذافي في محاولة لإقناعه بالتنحي عن السلطة وفي الوقت نفسه تعمل على زيادة الضغط العسكري على قواته مع بدء الشهر الثاني من مهمة لحلف شمال الاطلسي في ليبيا مدتها ثلاثة اشهر. وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه لراديو «اوروبا 1»: «إنه (القذافي) يزداد عزلة. انشق المزيد ممن حوله وتلقينا رسائل من الدائرة المقربة منه تفهم أن عليه أن يرحل». وأضاف متحدثاً بالهاتف خلال زيارة لإسرائيل: «سنزيد الضغط العسكري كما فعلنا منذ أيام عدة... لكن في الوقت نفسه نحن نتحدث مع كل من يستطيع اقناعه بأن يترك السلطة». ومدد التحالف العسكري الذي يقوده حلف شمال الأطلسي في ليبيا هذا الاسبوع مهمته لحماية المدنيين ثلاثة أشهر، بعد أن أوضح القذافي انه لن يتنحى رغم الانتفاضة المندلعة ضده منذ أربعة أشهر وخلفت آلاف القتلى. وتنتهي المدة الأولى للمهمة، وهي ثلاثة أشهر، بحلول نهاية شهر حزيران (يونيو) الجاري. على صعيد آخر، سجّل المتمردون الليبيون نجاحاً ديبلوماسياً جديداً تمثل باللقاء بين رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الناطق باسم التمرد، وديبلوماسي صيني. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ ليي في بيان أن سفير الصين في قطر شانغ شيليانغ التقى مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي خلال الأيام الأخيرة. وأضاف أن «الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في ليبيا». وقال إن «موقف الصين من القضية الليبية واضح»، معرباً عن «الأمل في تسوية الأزمة بالطرق السياسية وأن يقرر الشعب الليبي مستقبل ليبيا». وهذا أول لقاء رسمي بين الصين وحركة التمرد في ليبيا حيث للصين مصالح اقتصادية كبيرة. طرد إيمان العبيدي وفي جنيف (أ ف ب) دانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الجمعة، قطر التي أبعدت إلى بنغازي مواطنة ليبية قالت إن عناصر من كتائب القذافي عذبوها واغتصبوها. وقال ادريان ادواردز، الناطق باسم المفوضية العليا لوسائل الإعلام، إن «اقدام قطر على إبعاد الليبية إيمان العبيدي بالقوة الخميس إلى ليبيا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي»، مشيراً إلى أن الوكالة الاممية اقرت بوضع اللاجىء الذي تتمتع به العبيدي. وأوضح أيضاً ان موظفي المفوضية العليا للاجئين كانوا مع العبيدي قبل ترحيلها في الفندق بقطر ويستعدون لمرافقتها الى المطار على ان تتوجه إلى رومانيا. واضاف ادواردز: «منعوها من السفر على متن رحلة صباح الخميس». وتقول المفوضية العليا إن العبيدي وصلت مساء الخميس الى فندق ببنغازي معقل المتمردين في شرق ليبيا. وسعت المفوضية الى الاتصال بالعبيدي وعائلتها صباح الجمعة. وأشار ادواردز إلى أن «كل الجهود ستبذل لضمان حقوقهم». وكانت العبيدي دخلت في 26 آذار (مارس) فندق ريكسوس بطرابلس وكشفت للصحافيين عن قروح وندوب على فخذيها، مؤكدة ان أفراداً من كتائب القذافي عذّبوها واغتصبوها. مجلس النواب الأميركي وفي واشنطن («الحياة»)، كان من المقرر أن يصوّت مجلس النواب الأميركي أمس الجمعة على إجراءين ينتقدان في قوة قرار الرئيس باراك أوباما إبقاء المشاركة الأميركية في عمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا. واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ذلك يعكس عدم رضا عناصر في الحزبين الجمهوري والديموقراطي إزاء التورط الأميركي في النزاع في ليبيا. وجاء قرار عرض القرارين على التصويت بعدما أعلن زعماء الحزب الجمهوري في مطلع الأسبوع إرجاء النظر في أحدهما الذي يوجّه الرئيس الأميركي كي ينهي المشاركة العسكرية الأميركية في العمليات. ويرعى مشروع القرار هذا النائب الديموقراطي عن أوهايو دنيس كوتشينيتش الذي يُعتبر أحد أكثر النواب الليبراليين في مجلس النواب الأميركي. ويمكن أن ينجح مشروع قرار كوتشينيتش خلال التصويت من خلال تحالف أصوات الليبراليين والمحافظين، في خطوة تخشى إدارة أوباما أنها قد تُرسل «رسالة خاطئة» إلى حلفاء الولاياتالمتحدة المشاركين في النزاع في ليبيا. وفي خطوة غير معتادة، أعلن رئيس مجلس النواب جون بونر (جمهوري)، يوم الخميس، طرح مشروع قرار آخر للتصويت عليه الجمعة إلى جانب مشروع قرار كوتشينيتش. وإذا ما تم تبني أحد القرارين أو كلاهما فإن ذلك سيُعتبر أكثر خطوات الكونغرس وضوحاً إزاء النزاع الليبي وسيكشف عن توتر مزمن بين الجهازين التنفيذي والتشريعي في شأن قدرة الرئيس الأميركي على خوض حرب من دون موافقة الكونغرس. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن المتوقع أن يسفر التصويت مساء أمس عن سقوط مشروع كوتشينيتش (الانسحاب كلياً من ليبيا) وإقرار مشروع بونر الذي يعطي مهلة 14 يوماً لأوباما لإيضاح مهمة ليبيا.