تعقد مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا مؤتمرها الثالث اليوم الخميس في أبوظبي لمناقشة التقدم الذي تحقق على الأرض في ليبيا، خصوصاً وسائل دعم المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثّل الثوار والذي بات يحظى باعتراف واسع آخره من إسبانيا التي أعلنت وزيرة خارجيتها ترينداد خيمينث من بنغازي أن مدريد باتت تعتبر المجلس الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي. وفي حين قال ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس تأمل بأن يناقش اجتماع أبوظبي مستقبل ليبيا بعد رحيل نظام العقيد معمر القذافي، قال مصدر ديبلوماسي أوروبي ل «الحياة» إن الاجتماع يُتوقع أن يُظهر مجدداً «وحدة الموقف العالمي» من ضرورة تنحي القذافي. وأوضح أن المجلس الوطني الانتقالي سيقدم رؤيته للتقدم الحاصل على الأرض في ليبيا، وسيستمع إلى موفد الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا الأردني عبدالإله الخطيب الذي أجرى خلال اليومين الماضيين محادثات في طرابلس وبنغازي في خصوص ضرورة وقف النار وبدء عملية انتقال سياسية. وكشف أن الاجتماع سيستمع أيضاً إلى تقويم لجنة دولية تقودها بريطانيا تقوم حالياً بجولة ميدانية في ليبيا للاستماع إلى رؤية الثوار والمجتمع المدني في خصوص ما يمكن أن يحصل على صعيد بناء مؤسسات الدولة الليبية في مرحلة ما بعد القذافي، على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية. ولفت المصدر أيضاً إلى أن اجتماع أبوظبي، وهو الثاني لمجموعة الاتصال في دولة عربية (بعد الدوحة)، سيناقش أيضاً وسائل توفير آلية دعم مالي للثوار والسماح لهم بتصدير النفط من مناطقهم. وبعدما ناقش الاجتماعان الأول والثاني للجنة الاتصال (الدوحة وروما) كيفية مساعدة الثوار في التصدي لقوات القذافي في الشرق (بما في ذلك حماية بنغازي وأجدابيا وتوفير الأمن في الشرق) وفك الحصار عن الثوار في مصراتة (غرب ليبيا)، يُتوقع أن يناقش اجتماع اليوم كيفية مساعدة الثوار في هزيمة قوات القذافي في الجبل الغربي (جبال نافوسة) جنوب غربي طرابلس. ومُني الثوار الليبيون بخسائر جسيمة أمس عندما حاولوا التقدم من مصراتة في اتجاه مواقع قوات القذافي حول المدينة، خصوصاً لجهة الشرق (تاورغاء) حيث سقط لهم بين 12 و14 قتيلاً. وقالت مصادر للثوار إنهم تقدموا بالفعل على جبهة مصراتة الشرقية حيث تكبّدوا الخسائر الجسيمة. لكن وكالة «رويترز» نقلت عن ناطق باسم ثوار مصراتة إن «الآلاف من جنود القذافي» يتقدموا نحو مصراتة من ثلاث جهات. وأوضح موقع «المنارة» الليبي المعارض أن قوات القذافي المتمركزة في تاورغاء قصفت شرق مصراتة بالمدفعية والصواريخ كما حصلت «محاولات لتقدم بري على شرق المدينة». كذلك تحدثت مصادر في المعارضة الليبية عن تحركات لمناوئي القذافي في مدينة سبها (جنوب ليبيا)، خصوصاً منطقة المنشية. وتردد أن قتيلاً سقط من الثوار في سبها التي تُعتبر معقلاً لقبائل المقارحة المؤيدة للقذافي. وفي بكين (رويترز)، نقلت وسائل اعلام حكومية عن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي قوله لنظيره الليبي عبدالعاطي العبيدي الذي يزور بكين إن «المهمة الأكثر الحاحاً» التي تواجه ليبيا حالياً هي أن «تطبّق كل الأطراف وقفاً لاطلاق النار فوراً وتجنب احداث كارثة انسانية أسوأ». وقال يانغ انه ينبغي حل أزمة ليبيا «من خلال الحوار والنقاش والسبل السياسية». وأضاف أن الصين تعارض أي اجراءات «تتجاوز تفويض قرارات مجلس الأمن». وفي موسكو (أ ف ب)، أعلن ميخائيل مارغيلوف مبعوث الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إلى ليبيا الاربعاء «استعداده» للقاء الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، بعدما التقى مسوؤلين من المعارضة في بنغازي. ونقل عن المسؤولين في المجلس الانتقالي انهم «قالوا لي صراحة إنهم لا يريدون جلد رأسه (القذافي) ليعلقوه على جدار مكتبهم».