أرجع المدير الإداري لمصنع أسمنت الجنوب في جازان محمد هزازي أسباب شح الأسمنت في المنطقة إلى الطلب المرتفع تزامناً مع زيادة المشاريع القائمة في المنطقة، خصوصاً أن إنتاج مصنع الأسمنت اليومي يقدر بنحو 9 آلاف طن من الأسمنت السائب والمكيس. وقال في لقائه مع وفد من الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان إن من ضمن الإجراءات المتخذة من المصنع للحد من شح الأسمنت هو إيقاف السيارات التي تبيع خارج المنطقة والاكتفاء بالبيع داخل حدود المنطقة، مؤكداً أن الطلب على الأسمنت السائب أثر في الأسمنت المكيس في الوقت الذي يوجد فيه تلاعب من بعض أصحاب الناقلات في البيع وتهريبه إلى خارج المنطقة. ولفت هزازي إلى أن المصنع قام بضبط عملية البيع بإرسال مندوبين من المصنع للوقوف على عملية البيع للمستهلك دون رفع الأسعار حفاظاً على السعر الرسمي، إضافة إلى عمل برنامج من المصنع لضبط توزيع الأسمنت على المشاريع والحد من التلاعب من بعض أصحاب المشاريع لتسريب الأسمنت وبيعه في السوق السوداء ولا يقبل من أصحاب الناقلات التحميل من المصنع بعد التحميل في المرة الأولى إلا بختم اللجنة المشرفة في كل محافظة. وأوضح أن هناك بعض القصور من بعض الجهات الرقابية على عملية بيع الأسمنت، ما عرض بعض مندوبي المصنع للضرب من المستهلك، مشيراً إلى أن أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر وجه ببرقية عاجلة مشدداً فيها على تعاون المحافظات والمراكز في عملية تنظيم بيع الأسمنت، إذ إن من ضمن الإجراءات التي اتخذها مصنع أسمنت الجنوب لزيادة الإنتاج تم شراء طاحونة ألمانية الصنع جارٍ استكمال إجراءات توريدها لدخولها المملكة لرفع طاقة الإنتاج 13 ألف طن يومياً، وسوف يبدأ عمل الطاحونة لزيادة الإنتاج خلال العشرة أشهر المقبلة لتلافي قلة العرض وزيادة الطلب. من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة غرفة جازان ناصر عبده مريع أهمية استضافة أعضاء مجلس إدارة غرفة جازان ورجال أعمال في المنطقة وذلك للتعرف عن كثب على أسباب الأزمة ومناقشة قلة الأسمنت، مشيراً إلى أن من المهام المناطة بالغرف التجارية في المملكة الوقوف مع رجال الأعمال ومشاركتهم في حل الأزمات التي تصيب نشاطاتهم التجارية المنعكسة على الإسهام في نمو المنطقة من خلال المشاريع التي ينفذها رجال الأعمال. من جهته، أكد رئيس لجنة المقاولين في غرفة جازان أحمد مدخلي تأمين حصص للمقاولين المحليين، مطالباً بالحد من التعامل مع أصحاب الناقلات الذين يستغلون الأزمة، وذلك بعدم التعامل معهم والاكتفاء بالعملاء الدائمين ممن لهم مبالغ مودعة في حساب المصنع باعتبارهم عملاء دائمين، ورحب المدير الإداري لمصنع الأسمنت بهذا الاقتراح، ووعد الحضور بتطبيقه في الأيام المقبلة.وكانت أزمة الأسمنت في منطقة جازان قد تفاقمت منذ أكثر من شهر وبلغت الأسعار مستويات قياسية، دفعت بسعر الكيس إلى 22 ريالاً، على رغم محاولات الجهات ذات العلاقة السيطرة على استغلال التجار، واحتواء أزمة الأسمنت في المنطقة، والذين سعوا إلى طمأنة الجميع بتوافر الأسمنت، في حين تم تحديد 30 كيساً للفرد الواحد، وبسعر 14 ريالاً للكيس. وبلغ سعر كيس الأسمنت في السوق السوداء عند بعض التجار والأجانب 22 ريالاً، بعد أن اختفى الأسمنت من الأسواق خلال الفترة الماضية، وبات موجوداً عند عدد محدود من التجار الذين رفعوا أسعاره إلى مستويات كبيرة، على رغم أن مصنع أسمنت المنطقة الجنوبية في جازان أكد أنه يتم توفير ما بين 15 و19 شاحنة يومياً، تبلغ حمولة كل شاحنة 600 كيس.