اتخذ المصرف المركزي الإيراني تدابير لوقف تراجع الريال في مقابل الدولار، تشمل رفع معدلات الفائدة على حسابات الإيداع. وتمكّن هذه التدابير المصارف الإيرانية من أن تفتح، في غضون أسبوعين، حسابات إيداع لسنة بمعدلات فائدة 20 في المئة، في مقابل 15 في المئة سابقاً، لتشجيع الإيرانيين على إبقاء أموالهم داخل النظام المصرفي، بدل شراء دولارات أو عملات أجنبية أخرى. وأوردت صحيفة «إيران» الرسمية أن السلطات أغلقت الحسابات المصرفية ل775 شخصاً، اعتبرت أنهم «يثيرون اضطراباً في أسواق الصرف» وتداولوا بما يعادل 200 ألف بليون ريال، أي أكثر من 4 بلايين دولار. وأعلن حاكم المصرف المركزي ولي الله سيف «التعرّف على المضاربين في سوق القطع»، وزاد: «سنستخدم كل الوسائل للخروج من هذا الوضع وإعادة الهدوء إلى السوق». وكانت الشرطة الإيرانية أوقفت مئة تاجر عملات أجنبية، في جادة تُعتبر المكان الرئيس لنشاطهم في طهران. كما أعلن قائد الشرطة في العاصمة الجنرال حسين رحيمي إغلاق 10 مكاتب تحويل عملات. أتى ذلك بعدما خسر الريال الإيراني نحو ربع قيمته في مقابل الدولار في غضون الأشهر الستة الماضية، إذ باتت العملة الأميركية تساوي 48400 ريال الأربعاء، قبل تحسنها في شكل طفيف أمس، علماً أن الدولار كان يعادل 10 آلاف ريال عام 2010. على صعيد آخر أعلن المغني رامين إمامي، نجل الناشط البيئي الإيراني– الكندي كاووس سيد إمامي الذي توفي في السجن، أن السلطات هددت والدته قبل إبلاغها ب «انتحار» والده. وبرّر القضاء الإيراني «انتحار» سيد إمامي، وهو أكاديمي معروف ومدير منظمة «صندوق تراث الحياة البرية الفارسية»، بالتجسس لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (موساد)، مؤكدة انتحاره في زنزانته الأسبوع الماضي. وشكّل الرئيس الإيراني حسن روحاني لجنة تضمّ وزراء الداخلية والعدل والاستخبارات ومساعدته للشؤون القانونية، وأمرها بالتحقيق في شأن «أحداث سيئة حصلت في مراكز اعتقال» وبإعداد تقرير عن «الإخفاقات أو الأخطاء المحتملة». لكن رامين إمامي ذكر أن محكمة استدعت والدته و «طلبت منها الحضور للقاء زوجها»، وتابع: «بدل ذلك، استجوبوها وهددوها لثلاث ساعات قبل إبلاغها بموت زوجها وجعلها توقّع ورقة لئلا تتحدث إلى وسائل الإعلام». وأضاف أنه شاهد التسجيل المصوّر الذي يظهر فيه والده في زنزانته، وتعتبره السلطات دليلاً على انتحاره، وزاد: «لا شيء حاسماً، إذ لا نرى في التسجيل طريقة الموت. كل ما تمكنت من رؤيته هو أن والدي كان متوتراً. لم يكن في وضعه الطبيعي. كان يمشي في زنزانته ذهاباً وإياباً ولم يكن في وضع نفسي طبيعي». وأعلنت السلطات إجراء تشريح للجثة، وأن التقرير يُصدر بعد 4-6 أسابيع.