كشفت الأحوال المدنية إمكان تغيير صور المواطنين في الهوية الوطنية، في حال تغيير ملامح حاملها بشكل كبير، بسبب عوامل عدة، منها الأمراض، وأيضاً مع انتشار عمليات تخفيف الوزن. وقال الناطق باسم «الأحوال المدنية» محمد الجاسر في تصريح ل«الحياة»: «إن الصورة تكون معتمدة لدى جميع قطاعات وزارة الداخلية، ومنها الجوازات والمرور». ويرتبط السعوديون بتجربة «سيئة» مع الستارة الصفراء التي كانت ولزمن طويل محطة للاستخفاف في «الصورة الشخصية» لبطاقة الأحوال سابقاً، قبل أن تشرق في سماء الوثائق الرسمية الهوية الوطنية، والتي نقلت الصورة الشخصية إلى ما يشبه حدود الرضا لدى حاملي هذه البطاقة الثبوتية، بيد أن تجربة الستارة الصفراء ماتزال كابوساً يُعير به حاملوها، وقد يبدو مستحيلاً أن يظهرها لأي شخص، وخصوصاً أنها كانت للذكور فقط. النقلة النوعية التي نقلت البطاقة إلى الهوية جعلت الصورة مركز الاهتمام الرئيس، واتسعت مع حصول المرأة على هويتها الوطنية، لتدخل على الخط صورة «البريستيج»، والتي يجب أن تظهر المرأة بكامل أناقتها، لأنها وسيلة من وسائل الوجاهة والجمال بالنسبة لها مع قريناتها، وحتى لا تبقى الصورة التي تعبر عن «الشؤم» لصيقة بها لخمسة أعوام، قبل أن تحاول أن تضيعها لتستبدلها بجديدة بذريعة «بدل فاقد». ويبدي مواطنون عدم رضاهم عن الصورة التي يتم اعتمادها للوثائق الرسمية، بداية بالهوية الوطنية، إذ يعمد الرجال إلى التوجه لصالونات الحلاقة التي باتت تقدم لهم خدمات مماثلة لما يقدم إلى النساء من تنظيف للبشرة، وترتيب الحاجب، واصطحاب خبير يجيد ترتيب الشماغ في موعد «الأحوال المدنية» لالتقاط الصورة. في الجانب النسائي؛ تجتهد النساء في وضع مساحيق التجميل الأقرب للطبيعة ولا تغير من ملامح الوجه، لعل الصورة تظهر كما يتمنين، وقد تلجأ بعضهن إلى ارتداء العدسات اللاصقة الملونة، ولا يخلو الأمر من وضع شامة باستخدام «التاتو»، أو استخدام قلم الكحل. إلا أن موظفات «الأحوال المدنية» أصبحن على قدر كبير من الخبرة، لاكتشاف كل الحيل التي تمارس أثناء التصوير، ويعيد المراجعون سبب إظهار الصورة بهذا الشكل الذي اعتبره البعض «لا يمت لهم بصلة»، مع اختلاف الشكل الطبيعي عن الصورة، إلى «عدم وجود الخبرة الكافية للموظفين في التصوير، والإضاءة وإعدادات الكاميرا المستخدمة».إلا أن موظفين في «الأحوال المدنية» شددوا على أن هناك مقاييس معينة لا بد من التزامها في تصوير المواطنين، رجالاً ونساءً، «وعلينا التزام تلك المقاييس، فالصورة تستخدم في النهاية وسيلة لإثبات هوية الشخص، ولا تدخل عليها أي تعديلات ببرامج الصور فتغير». وتلجأ نساء إلى تغطية صورة الهوية الوطنية، علماً بأنها وسيلة للتعرف على صاحبة البطاقة، من خلال مطابقة الوجه بالصورة، وأصبح الطابع الأبيض وسيلة تستخدمها النساء لإخفاء الصورة، وبعضهن يرفض أن يرى أحد هويتها الوطنية، ولا تخرجها من مخبئها إلا للضرورة، مثل السفر أو المراجعات الحكومية والمصرفية التي تتطلب إثبات الهوية، وتخفي الصورة بطابع لاصق يبقى ملاصقاً لها، للحماية من «عيون الشامتين». ودفعت المبالغة في إخفاء البطاقة النسائية لتصنيع حافظة للبطاقة أطلق عليها «جراب الحشمة».