أمر الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا الرئيس جاكوب زوما بالتنحي اليوم (الثلثاء)، بعد محادثات مطولة في شأن مصير الزعيم الذي أدت سنوات حكمه التي هزتها الفضائح إلى انقسام البلاد. وقال الأمين العام ل«حزب المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم إيس ماغاشولي في مؤتمر صحافي إن «أعضاء بارزين في الحزب يريدون الآن أن يحل الزعيم الجديد للحزب سيريل رامافوسا محل زوما في رئاسة البلاد». لكن ماغاشولي أضاف أن اللجنة التنفيذية للحزب منقسمة في شأن موعد رحيل زوما، ما يترك مصير الرئيس في حال من الغموض. ولم تصدر تصريحات عن زوما أو الناطق باسمه، لكن ماغاشولي قال إن الرئيس تعهد الرد على الأمر في حلول الغد. وتراجعت عملة جنوب أفريقيا الراند في ما أرجعه متعاملون إلى الضبابية الناتجة عن غياب إطار زمني واضح. وأوضح ماغاشولي أنه التقى مع زوما شخصياً لإبلاغه بالقرار. وأضاف: «لم نمنحه أي موعد نهائي للرد... المؤسسة تتوقع منه أن يتنحى». وتابع أن زوما طلب من الحزب أن يمنحه مهلة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، لكن الطلب رُفض. وذكر ماغاشولي: «تحديد إطارات زمنية؟ لا. حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يعتقد أن هذه مسألة عاجلة لذا يجب التعامل معها في شكل عاجل». ويعيش زوما في وضع صعب منذ انتخاب راماسوفا، وهو زعيم نقابي ومحام قيل يوماً إن نلسون مانديلا اختاره ليتولى السلطة، رئيساً ل«حزب المؤتمر الوطني» الحاكم، والبالغ عمره 106 أعوام في كانون الأول (ديسمبر). وفاز راماسوفا بفارق طفيف على نكوسازانا دلاميني زوما زوجة جاكوب زوما السابقة وخليفته المفضلة في انتخابات رئاسة الحزب، ما يجبره على التعامل بحذر مع زوما خشية تعميق الخلافات في الحزب قبل عام على الانتخابات. وشهد اقتصاد جنوب أفريقيا ركوداً طوال تسعة أعوام قضاها زوما في السلطة مع عزوف البنوك وشركات التعدين عن الاستثمار بسبب الشكوك السياسية وتفشي الفساد. وكانت وسيلتا إعلام مستقلتان ذكرتا أن المجلس الوطني التنفيذي المؤلف من 107 أعضاء، أعلى هيئة تقريرية في الحزب، خلص اليوم في اختتام اجتماع استمر 13 ساعة في فندق خارج العاصمة بريتوريا الى «استدعاء» زوما من مهماته الرئاسية، فيما أمهل حزب «المؤتمر الوطني الإفريقي» 48 ساعة للاستقالة. وقالت هيئة الإذاعة في جنوب افريقيا نقلاً عن مصادر إن «زعيم الحزب سيريل رامافوسا غادر اجتماع اللجنة التنفيذية الوطنية وتوجه إلى مقر زوما وسط بريتوريا ليسلمه الرسالة شخصياً».