احتفى عدد كبير من أصدقاء الأديب الراحل محمد صادق دياب مساء الثلثاء الماضي بإطلاق اسمه على إحدى قاعات فندق البحر الأحمر في مدينة جدة، وذلك في بادرة من القطاع الخاص ممثلاً في مجموعة الحكير السياحية المالكة للفندق في الاحتفاء بالرموز الأدبية والثقافية في السعودية. وقال شقيق الراحل أحمد صادق دياب: «إن هذه البادرة من المجموعة هي في الواقع تخليد لذكرى الراحل، واحتفاء بأحد رموز الحركة الثقافية في السعودية، خصوصاً أن المكان الذي ترعرع فيه دياب يقع في نفس منطقة الفندق داخل حرم جدة التاريخية». من جانبه، أكد المشرف على القاعة الأديب سامي خميس، أن فكرة تسمية قاعة باسم رمز من الرموز الأدبية هي الأولى من نوعها. وقال لو كان الراحل بيننا اليوم، لفرح كثيراً لوجود هذا العدد الكبير من أصدقائه ومعارفه، ولان القاعة تقع في مكان نشأ فيه وتربى بين جوانحه، وهو ما يضيف إلى عراقة وأصالة هذه المدينة في الاحتفاء برموزها الكبار. وبيّن الدكتور عبدالله مناع أن جدة هي محمد صادق دياب، مشيراً إلى أنني كل ما مشيت في شوارعها أراه فيها، موضحاً أن فكرة إطلاق اسم أديب ومثقف على قاعة في فندق تقليد جديد يستحق من بادر به الشكر والتقدير. وأوضح الأديب محمد سعيد طيب، أن من يفعل ذلك قليل جداً من رجال الأعمال، مشيراً إلى أن الرمز الراحل يستحق منا الكثير، لما قدمه لهذه المدينة ولوطنه، فهو واحد من الذين يمتلكون ذاكرة جيدة عن جدة، ولعل الجميع قرأ رائعته الأخيرة «مقام حجاز»، ليعرف كيف كان يرى الراحل هذه المدينة، وكيف استطاع توظيف الحكاية الجداوية في الكتابة الروائية. وتحدث صديق الراحل الشاعر عبدالمحسن حليت، والذي رافقه في رحلته العلاجية التي تجاوزت 6 أشهر، وقال إن أي كلام عن دياب سيبقى ناقصاً من دون الحديث عن أم غنوة «خيرية بخاري» زوجته التي شاركته حياته، مضيفاً أنها تستحق الشكر والتقدير، لأنني طوال إقامتنا مرافقَين للراحل لم أجدها تتذمر أو تتأفف، بل على العكس، ضاربة أروع الأمثلة في الوفاء والإخلاص لزوجها، فحين كان يئن، كانت تسهر على تطبيبه، وعندما كان يريد شيئاً كانت أول من يجيبه، وقل تجد مثلها في قوة إيمانها وصبرها. واعتبر رجل الأعمال بدر الحكير أن إطلاق اسم القاعة باسم دياب اقل القليل الذي يمكن أن نقدمه لرمز من رموز الثقافة في بلادنا، موضحاً أن هذه القاعة ملك لكل أبناء جدة وليس للشركة. يذكر أن الأمسية حضرها عدد كبير من الرجال والنساء، وشهدت مداخلات عدة استعرضت حياة الراحل ومؤلفاته، وما خلفه في تاريخ الصحافة السعودية، وشاهد الحضور عرضاً مرئياً لمقابلات تلفزيونية أجريت مع الراحل.