دمشق، عمان، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - في تشديد لحملتها الأمنية على مدينة الرستن لإنهاء الحركة الاحتجاجية هناك، واصلت قوات الأمن السورية عمليات قصف بالمدفعية ومداهمات ما أدى إلى مقتل 15 شخصاً أمس، ليرتفع بذلك عدد القتلى في منطقة حمص إلى 62 شخصاً. ويأتي ذلك فيما قالت الوكالة السورية للأنباء إن أربعة جنود قتلوا بأيدي «مجموعات إرهابية مسلحة» في الرستن اول من امس ودفنوا أمس. في موازاة ذلك دعا المحتجون إلى تظاهرات جديدة اليوم في ما اسموه يوم «أطفال الحرية»، في إشارة إلى أطفال أضحوا من رموز الاحتجاجات أمثال حمزة الخطيب الذي كان في سن ال13 و «تم تعذيبه حتى الموت» على يد أجهزة الاستخبارات في درعا وفق المعارضة. ووفق منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن 30 طفلاً قتلوا على الأقل بالرصاص خلال قمع التظاهرات في سورية. وجاء على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر موقع فايسبوك وهي من أبرز منابر الحركة الاحتجاجية «من أجل دمائكم البريئة، وأرواحكم الطاهرة، ثورتنا مستمرة حتى إسقاط النظام، جمعة أطفال الحرية». وعن التطورات الميدانية، قال نشطاء حقوقيون وشهود عيان إن قوى الأمن قتلت 15 مدنياً على الأقل امس في الرستن في واحدة من أشد الهجمات على منطقة وسط سورية. وأضاف النشطاء أن بمقتل هؤلاء يرتفع عدد القتلى من الهجمات التي تشنها قوى الأمن مدعومة بالدبابات والتي تحاصر عدداً من البلدات والقرى بمحافظة حمص هذا الأسبوع إلى 62 مدنياً على الأقل. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن «قوات الأمن تمنع دخول أي مساعدة للمدينة». وفي وقت لاحق سمع إطلاق نار في تلبيسة إلى جنوب الرستن، وفق الشاهد أبو طلال التلاوي. وقال الشاهد «يقوم عناصر امن بزي الجيش بعمليات تفتيش. وهم يكسرون كل ما تقع عليه ايديهم، من برادات وأجهزة تلفزيون وسيارات». ويحاصر الجيش وقوات الأمن مدينتي الرستن وتلبيسة منذ الأحد. وقتل 43 شخصاً على الأقل بين الأحد والأربعاء في هاتين المدينتين الواقعتين بمحافظة حمص، وفق رئيس المرصد السوري. وأضاف عبدالرحمن «سُمع إطلاق قذائف وأسلحة رشاشة ثقيلة طوال الليل» في الرستن. وقال عمار القربي رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان إن هذا العدد من القتلى «هو ما تم توثيقه لكن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بالتأكيد». وقال النشطاء إن عمليات القتل تمت بالأسلوب نفسه الذي جرى في مراكز حضرية شهدت تظاهرات في الشوارع حيث قتل المدنيون في الرستن برصاص قناصة وقوات الأمن لدى اقتحامها أحياء المدينة البالغ عدد سكانها 60 ألف نسمة والواقعة إلى الشمال من مدينة حمص. وقال القربي أثناء مؤتمر للمعارضة السورية في تركيا إن 200 شخص على الأقل اعتقلوا في الرستن منذ بدء الهجوم العسكري يوم الأحد. وأضاف القربي توجد أمثلة لأشخاص شاهدوا آباءهم وزوجاتهم أو أطفالهم يقتلون وأشخاص يحملون أسلحتهم الشخصية ويحاولون المقاومة لكن القوة المفرطة غير المبررة التي استخدمتها السلطات قهرتهم. وقال القربي إن منظمته لديها أسماء 1113 مدنياً قتلوا منذ بدء الانتفاضة في 18 آذار (مارس). إلى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الأمن أوقفت امس لفترة قصيرة أربعة تلاميذ كانوا يشاركون في تظاهرة في مدينة حمص (160 كلم شمال دمشق). وقال رئيس المرصد إن تلاميذ المعاهد والثانويات الذين تراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة، ساروا بمناسبة نهاية السنة الدراسية في أحد شوارع حمص، ورددوا شعارات تدعو إلى الحرية ورفعوا أعلاماً سورية. وقال إن «قوات الأمن فرقت المتظاهرين وأوقفت أربعة منهم لفترة قصيرة». وخرجت تظاهرات في مناطق أخرى من البلاد ليل أول من أمس في دير الزور (وسط شرق) والقامشلي (شمال شرق) وإدلب (شمال غرب) وجسر الشغور (شمال غرب) واللاذقية (شمال غرب) وفي بلدتي دوما وحرستا في ضواحي دمشق. وكان رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أول من امس مقتل ستة مدنيين في الرستن وتلبيسة في منطقة حمص، مؤكداً من جهة أخرى انه تم نقل 20 جثة إلى المستشفى الوطني في حمص. وأضاف «نقلت عشرون جثة من هذه المدينة إلى المستشفى الوطني في حمص. وتم التعرف إلى عشر جثث على أنها لسكان من تلبيسة»، مؤكداً انه لا يعرف كيف قتل هؤلاء.