دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويتزر، أ ب - قال ناشطون سوريون إن شخصاً واحداً على الأقل قتل في إطلاق نار كثيف على مدينة الرستن القريبة من حمص وسط البلاد باستخدام المدفعية الثقيلة والقذائف، وذلك في استمرار للعمليات الأمنية للجيش السوري التي بدأت في المنطقة قبل ثلاثة أيام. وبهذا تبلغ حصيلة القتلى في الرستن وتلبيسة وحمص ما لا يقل عن 16 شخصاً حتى الآن، إضافة إلى مئات القتلى. ويأتي ذلك فيما قالت السلطات السورية إن قوى الأمن قد أحكمت سيطرتها على مدينة تلبيسة. وعن الوضع الميداني في الرستن، قالت «اللجنة التنسيقية» السورية، التي تساعد في تنظيم الاحتجاجات، إن شخصاً قتل أمس في الرستن نتيجة قصف المدينة، موضحة لوكالة «أسوشييتد برس» انه يدعى ابراهيم سلمون وانه قتل صباح أمس. وقال ناشط حقوقي ل «فرانس برس»: «أسمع إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في الرستن وعمليات التمشيط تتواصل في هذه المدينة». وأضاف أنه «سمع أيضاً دوي انفجارات هذا الصباح في الرستن». كما قال الناشط إن سكان المدينة هاجموا مفوضية شرطة الرستن واستولوا على أسلحة وذلك بعد مقتل صبية أول من أمس في إطلاق نار على حافلة طلاب. أما في مدينة حمص فقد أحرق متظاهرون ليل أول من أمس سيارة تابعة للأجهزة الأمنية في رد فعل غاضب على القمع في الرستن وتلبيسة، كما قال الناشط. ونظمت تظاهرات ليلية في أحياء حمص وهي ظاهرة باتت تتكرر في مدن سورية عدة هرباً من الانتشار الأمني والقناصة. وتحاصر دبابات منذ فجر الأحد الرستن وتلبيسة وقرية تيرة معلا وذلك بهدف إنهاء الاحتجاج في أنحاء حمص ثالث أكبر مدن سورية والتي تقع على بعد 160 كلم شمال دمشق. من جهة أخرى قال الناشط إن «قوات الأمن داهمت (ليلاً وفجر أمس) حيرك حيث قامت بعمليات تمشيط»، وحيرك تقع ضمن منطقة درعا معقل الاحتجاجات. وأرسلت السلطات في الأسابيع الأخيرة قوات تابعة للجيش إلى مدن عدة وخصوصاً تلكلخ (150 كلم شمال غرب دمشق) وحمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) ودرعا (جنوب) التي تعد معاقل الانتفاضة في مسعى لإنهاء الحركة الاحتجاجية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه تم توقيف 13 شخصاً على الأقل في درعا. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»: «حاصرت قوات الأمن مليحة في محافظة درعا وقامت بعمليات تفتيش وأوقفت الكثير من الأشخاص». من جهة أخرى قال المصدر ذاته إن الناشط إبراهيم الكردي، الذي أوقف يوم السبت في منطقة السالمية (وسط شمال) ثم نقل إلى دمشق، بدا أول من أمس إضراباً عن الطعام. ووفق عبدالرحمن فقد وجهت إليه تهمة «الحض على التظاهر». في موازاة ذلك أعلن مصدر عسكري سوري أمس أن وحدات الجيش والقوى الأمنية أوقفت في منطقة الرستن «عدداً من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة ممن روعوا المواطنين الآمنين وعاثوا تخريباً بالممتلكات العامة والخاصة، وتم الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر». وزاد المصدر أن «عنصرين من الجيش أحدهما ضابط. وجرح أربعة آخرين، إضافة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة». كما أفادت وكالة (سانا) بأن السلطات المختصة ألقت القبض على 12 شخصاً من أعضاء «المجموعة التخريبية الذين قاموا بالاعتداء على مبنيي محافظة حماة والمركز الإذاعي والتلفزيوني في 6 الشهر الجاري، وأضرموا النار في جزء من مبنى المحافظة وقاموا بأعمال عبث وتخريب في محتويات المركز الإذاعي والتلفزيوني». وأضافت: «بعد الحصول على موافقة القضاء تم القبض على جميع أفراد المجموعة واسترداد المسروقات وتسليمها إلى مندوب المحافظة إضافة إلى إحالة المقبوض عليهم للقضاء المختص لينالوا جزاءهم العادل». وفيما قالت السلطات السورية إن مدينة تلبيسة باتت تخضع كلياً لسيطرة قوى الأمن وذلك في تقرير نشرته صحيفة «الوطن» السورية الخاصة، قال مساعد الأمين العام لحزب البعث محمد سعيد بخيتان في تصريحات نقلها التلفزيون السوري ليل أول من أمس أن من شاركوا في الاحتجاجات حتى الآن لم يزد عددهم عن 100 ألف متظاهر، موضحاً أنهم المجموعة نفسها التي تخرج في كل مرة. وتابع: «أنهم الناس أنفسهم الذين يتظاهرون في كل مرة». ووفق منظمات حقوقية قتل أكثر من 1100 مدني وأوقف عشرة آلاف شخص على الأقل في سورية منذ بدء حركة الاحتجاج في 15 آذار (مارس).