فنّ الأوريغامي (Origami)، وهو الفنّ اليابانيّ التراثيّ الذي يرتكز على طيّ الورق المسطّح لتحويله إلى منحوتة فنيّة متناهية الدقّة. ومع المصمم اللبناني نيكولا جبران تحوّلت مسطحات الأقمشة إلى فساتين تحمل في طيّاتها تفاصيل مرصوصة ومتداخلة تشكّل قالباً مختلفاً عمّا هو متداول في عالم الأزياء. في مجموعته الجديدة، يقدم جبران تحدّ للذات وقدرة مميّزة على تقديم الجديد الذي يتفوّق على كل النجاحات السابقة. مدهشة هي مخيّلة هذا المصمّم في إبتكار تصاميمه التي تأسر العين لحظة النظر إليها، وتحبس الأنفاس لدى التدقيق بها. إنّها مجموعة غريبة بتفاصيلها، وفي الوقت عينه هي في غاية الأناقة والبساطة الممتنعة. ولهذا الهدف طوّع جبران القماش لخلق هيكل فستانه بطريقة هندسية رائعة، حيث تمّ الاعتماد على القماش فقط حتّى في تطريز الفساتين. وإجتمعت قصاصات القماش الصغيرة لتشكّل مجتمعة أشكالاً مذهلة زيّنت التصاميم وأعطتها رونقاً ساحراً، وهذا الأمر يستلزم الكثير من الوقت والجهد لتنفيذه بعناية متقنة، وهنا لا بدّ من التنويه بحرفية المصمّم نيكولا جبران في تنفيذ رؤيته ووحيه. جاء التركيز في هذه المجموعة على فساتين السهرة الطويلة، إضافة إلى بعض فساتين السهرة القصيرة، عكست ألوانها فرح الصيف حيث برزت الألوان القويّة والمشعّة. وجاءت بعض الفساتين بتدرجات اللون الواحد، في حين جاء بعضها الآخر بمزيج غريب من الألوان الضاربة ليذكّرنا نيكولا جبران بخطّه الجريء الذي لطالما إنتهجه منذ برز إسمه بقوّة في هذا المجال. وتنوّعت الأقمشة بين التول والأورغنزا وجاء التركيز بقوّة على قماش الساتان الذي يعطي أشكالاً مميّزة عند طيّه، ممّا ساهم بقوّة في ترجمة أفكار المصمّم نيكولا جبران المستوحاة من فنّ الأوريغامي، وساعده على تحديد أشكال فساتينه الهندسية الصعبة والأنيقة في نفس الوقت. إنّه نيكولا جبران، يعود مرّة أخرى ليروي لنا تفاصيل أسطورة جديدة حاكتها مخيّلة مبدع وترجمها القماش، والقماش فقط، إلى واقع ملموس، فريد وممتنع في آن معاً.