يستعيد المصمّم اللبناني نيكولا جبران، في مجموعته للموسم الحالي، رمز حقبة السبعينات يوم أصبحت فيها الوردة المزركشة شعاراً لجيل الشباب الثائر والمتمرّد على القيم البالية. متسلحاً ب»قوّة الزهور» عنوان المجموعة الجديدة، يطلّ جبران بثورة على الذات، فيقدّم مجموعة مدهشة من التصاميم، يحافظ فيها على أسلوبه الجريء الذي تطوّر وتبدّل ليصبح أكثر ليونةً، مستقطباً بذلك مجموعة أكبر من أذواق النساء التوّاقات إلى التميّز. ويتجسّد هذا الأسلوب في خطوط هندسيّة جديدة اعتمدها جبران في تصاميم بارزة وواضحة المعالم، وتتبع قاعدة الانسيابية بارتكازها على فكرة واحدة في كلّ فستان. في «قوة الزهور»، يضع جبران، قماشا فوق آخر فيخلق انعكاسا جديدا في اللون والأثر. يستخدم مواد نادراً ما نراها على منصّة العرض، كالنقشات المعقّدة. وتومض المعادن المستخدمة بحرفية لتسكب ضوءاً مشعاً على جسد العارضات. ويركز المصمم على طرق غريبة في القصّات والتنفيذ، توحي في كثير من الأحيان برمز الزهرة الثائرة بنعومتها، والتي تسيطر بتأثيرها على ملامح تلك المجموعة فتظهر فيها بأوجه متعدّدة. في مجموعته الجديدة، يقدم نيكولا جبران، مجموعة من الفساتين التي تتميز بأسلوب لطالما أحبه... فساتين مزينة بروسم فنيّة على القماش تجعل من بعضها لوحات قائمة بحدّ ذاتها، بفضل الطباعة الوردية على القماش التي كانت انعكاساً لما اكتسبه مصمّمو السبعينيات من إيحاءات استلهموها من خلال أسفارهم العديدة التي ساعدت بشكل كبير على استحضار الأفكار والإكسسوارات الجديدة. ومن بين الفساتين واحد جسّد جبران عليه صورة أمّ تحضن طفلها الرضيع المولود لتوه، بتفاصيل تصويرية مذهلة تسحر من يراقبها عن كثب، لما تحمله اللوحة من علامات محيّرة لوجه المرأة، وللمعاني المؤثّرة التي تتضمّنها. وتميز موضوع العرض أيضاً بلمسة الألوان المنعشة والنضرة التي جاءت الغلبة فيها لدرجات الباستيل الزاهية والمشرقة، يضاف إليها مهارة فريدة في مزج الألوان بأسلوب غير مألوف، تميّز بالجمع بين تدرّجات الألوان المتقاربة، وكذلك بدمج درجات ألوان متباعدة بطريقة غريبة. وأتى الإكسسوار مكمّلاً لفكرة النعومة والنضارة، وطغت فيه الأساور الزاهية الألوان، والمرصّعة بالشواروفسكي البرّاق، وحقائب اليد الفريدة بتصميمها الانسيابي المستوحى من حركة التصميمات والقصّات المتدّفقة. وفاجأت النظارات الشمسيّة، التي أرادها المصمّم متمّمة لموضوع مجموعته، الجمهور وكان لرمز الزهرة مكانها الأساسيّ فيها، اذ انبثقت الزهور الغريبة والاستوائية من النظّارات بأسلوب مبتكر. وتنوّعت تصاميم العرض ما بين التايور، وفساتين السهرة الطويلة، إضافة إلى حضور قويّ للفساتين القصيرة (الميني) التي طبعت حقبة السبعينات. أمّا عروس نيكولا جبران لهذا الموسم فهي أيضاً فريدة ومتجدّدة، ومن خلال فستانيْن عمل فيهما المصمّم على جمع القماش المعدني، مع الساتان والدانتيل الممزوج بالخيوط المعدنية، وزيّن ذلك بالشك والتطريز، واجتهد في تنفيذ التفاصيل الدقيقة، وأضفى طابع أوراق الورود من خلال القصّات الغريبة، ليحقّق من خلالهما حلم عروس في ليلة العمر.