أقفل العقيد معمر القذافي الباب أمام تسوية للأزمة الليبية تتضمن رحيله إلى المنفى، وأبلغ رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما الذي زاره ليل الإثنين - الثلثاء في طرابلس، أنه «غير مستعد» للمغادرة. ويعني موقفه رفضاً لحل يُعتقد بأن الغرب قد وافق عليه ويقضي بتنحيه عن السلطة وقبول الرحيل مع أبنائه عن ليبيا، شرط أن يتم ذلك قبل أن يوافق قضاة المحكمة الجنائية الدولية على طلب المدعي العام إصدار مذكرة توقيف في حقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ومن المتوقع صدور قرار القضاة خلال فترة وجيزة. ويريد ادعاء المحكمة الجنائية توقيف القذافي ونجله سيف الإسلام وعديله عبدالله السنوسي مسؤول الاستخبارات الليبية. ويُخشى أن يعني رفض القذافي المنفى أنه يُحضّر ل «معارك شوارع» في طرابلس التي يُحكم مؤيدوه سيطرتهم عليها، في حين يسيطر الثوار على شرق البلاد. ويبدو أن الهدف المقبل للثوار هو التقدم من مصراتة إلى زليتن في طريقهم غرباً إلى طرابلس. لكنهم لم يتمكنوا بعد من دخول زلتين التي تقع على بعد نحو 125 كلم شرق العاصمة. وقصفت قوات حلف شمال الأطلسي مواقع القذافي في زليتن أول من أمس. كما سُجّل وجود قوات غربية خاصة، يُعتقد بأنها بريطانية، إلى جانب ثوار مصراتة الذين كانوا يحاولون التقدم إلى زليتن. وأوردت وكالة «رويترز» من الزنتان، كبرى مدن الجبل الغربي، أن الثوار الليبيين أكدوا أنهم يهرّبون السلاح والذخيرة من بنغازي عبر تونس، مشيرة إلى أن بعض الأسلحة على الأقل جاء من قطر. ولفتت إلى أن هناك دلائل على وصول أسلحة جديدة وذخائر إلى الجبل الغربي عبر طريق الإمداد الوحيد الذي يسيطر عليه الثوار وهو معبر الذهيبة - وازن مع تونس. وفي الزنتان التي تبعد 150 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، شاهد مراسلو «رويترز» مدفع مورتر جديداً تماماً و42 قذيفة مورتر ما زالت مغلفة. وكُتب على الصندوق الذي يحوي هذا العتاد كلمة قطر بالانكليزية. وشملت المعدات كذلك زياً عسكرياً جديداً وأجهزة لاسلكي وصناديق مناظير مكبرة من نوع «شتاينر» ألمانية الصنع التي يتكلف الواحد منها نحو ألف دولار وإن بدا أن بعض المعدات يخص الجيش الليبي. وفي موقع آخر رأى مراسلو «رويترز» صواريخ ميلان جديدة وهي صواريخ موجهة مضادة للدبابات. وقال أحد قادة المقاتلين المعارضين إنهم يعانون نقصاً في الذخيرة لكنهم يتوقعون وصول المزيد من الإمدادات «من الخارج». وأوضح ان بعض المعدات انتج في فرنسا. وقال إن الامدادات شملت ذخيرة وقذائف صاروخية وأسلحة ثقيلة أخرى. وقال مصدر ديبلوماسي مقيم في الدوحة إن السلطات القطرية تسيّر طائرات نقل عسكرية من طراز سي-17 محملة بالسلاح إلى بنغازي «يومياً تقريباً».