قال معارضون مسلحون في منطقة الجبل الغربي الليبية انهم يهربون السلاح والذخيرة من معقل المعارضة في بنغازي عبر تونس ويبدو ان بعض الاسلحة على الاقل جاءت من قطر. وكان المعارضون الذين يقاتلون على الجبهة الغربية من الحرب الدائرة منذ ثلاثة اشهر يقولون ان السبيل الوحيد لحصولهم على الذخيرة هو اغتنامها من جنود الزعيم معمر القذافي بعد أسرهم أو قتلهم. ويعاني بعض المعارضين من نقص التسليح كما أن المعدات الثقيلة محدودة. لكن هناك دلائل على وصول اسلحة جديدة وذخائر الى المنطقة الجبلية عبر طريق الامداد الوحيد الذي يسيطر عليه المعارضون وهو معبر الذهيبة-وازن مع تونس. وفي بلدة الزنتان الخاضعة لسيطرة المعارضين والتي تبعد 150 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس شاهد مراسلو رويترز مدفع مورتر جديد تماما و42 قذيفة مورتر مازالت مغلفة. وكتب على الصندوق الذي يحوي هذا العتاد كلمة قطر باللغة الانجليزية. وشملت المعدات كذلك زيا عسكريا جديدا وأجهزة لاسلكي وصناديق مناظير مكبرة من نوع شتاينر ألمانية الصنع التي يتكلف الواحد منها نحو ألف دولار وان بدا أن بعض المعدات تخص الجيش الليبي. وفي موقع اخر رأى مراسلو رويترز صواريخ ميلان جديدة وهي صواريخ موجهة مضادة للدبابات. وقال أحد قادة المقاتلين المعارضين في منطقة الجبل الغربي انهم يعانون من نقص الذخيرة لكنهم يتوقعون وصول المزيد من الامدادات "من الخارج". وقال "انها تأتي من بنغازي" واضاف "من بنغازي عبر تونس. يقولون انها حليب وغذاء. من السهل تهريبها. هذا هو السبيل الوحيد." واوضح ان بعض المعدات انتجت في فرنسا لكنه لم يقدم دليلا على ذلك. وقال ان الامدادات شملت ذخيرة وقذائف صاروخية وأسلحة ثقيلة أخرى. وقطر هي أكثر دولة عربية تحمست لمساندة المعارضين الليبيين وجهود حلف شمال الاطلسي لمنع قوات القذافي من مهاجمة المدنيين. وباعت قطر العضو في أوبك مليون برميل من الخام نيابة عن المعارضين الليبيين وقالت في ابريل نيسان انها أرسلت اربع ناقلات من البنزين ووقود الديزل وغيره من أنواع الوقود الى بنغازي. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في قطر للتعليق بشأن ما اذا كانوا أرسلوا امدادات سلاح للمعارضين. وقال مصدر دبلوماسي مقيم في الدوحة ان السلطات القطرية تسير طائرات نقل عسكرية من طراز سي-17 محملة بالسلاح الى بنغازي "يوميا تقريبا". وأضاف المصدر "نتصور انها تمتليء بما أشرتم اليه (المورتر). نعتقد انهم ارسلوا بعض المدربين كذلك." وانضمت تونس التي قادت الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي الى عقوبات دولية على حكومة القذافي ويتعاطف العديد من التونسيين مع المعارضين الليبيين. وعزز الجيش التونسي وجوده على الحدود مع ليبيا بعد ان امتد القتال بين القوات الموالية للقذافي والمعارضين الى الاراضي التونسية. ويفحص مسؤولو الامن التونسيون بعض السيارات التي تدخل ليبيا عبر معبر الذهيبة-وازن وليس كلها. وقال مصدر من وزارة الخارجية التونسية لرويترز ردا على سؤال عما اذا كان السلاح يصل ليبيا عن طريق تونس "نحن ننفي هذه المعلومات تماما." واضاف المصدر ان دور تونس في الصراع في ليبيا "يقتصر على تقديم المساعدات العاجلة واستقبال اللاجئين والمصابين."