تصاعد العنف مجدداً أمس على ثلاثة محاور في اليمن، فسجلت اشتباكات في صنعاء بين المسلحين القبليين والقوات الحكومية أسفرت عن مقتل 11 شخصاً، وكذلك في تعز (جنوب) حيث قتل سبعة متظاهرين برصاص قوات الأمن، فيما استمرت المواجهات الدامية بين الجيش ومسلحي «القاعدة» في زنجبار (جنوب) وأسفرت عن مقتل 11 جندياً وجرح العشرات. جاء ذلك في وقت جدّد الاتحاد الاوروبي مطالبة الرئيس علي عبدالله صالح بالتوقيع «فوراً» على اتفاق انتقال السلطة بمبادرة من مجلس التعاون الخليجي، ودعت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الأممالمتحدة السلطات اليمنية الى التوقف فوراً عن استخدام العنف ضد المتظاهرين. ففي صنعاء قتل 11 من أنصار زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر في تجدد الاشتباكات مع قوات الأمن. وقال مصدر طبي ان «سبع جثث نقلت الى المستشفى الميداني في صنعاء» في اشارة الى المستشفى الخاص بساحة المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام وسط العاصمة. وذكر مصدر طبي آخر من «مستشفى العلوم والتكنولوجيا» ان هذه المؤسسة تلقت جثث اربعة مقاتلين من أنصار الاحمر اضافة الى عشرات الجرحى. وكانت المعارك العنيفة تجددت قبل فجر الثلثاء بعد هدوء نسبي استمر اربعة ايام، ودارت المواجهات في حي الحصبة حيث منزل الاحمر، واستمرت حتى الصباح وهدأت نسبياً اعتباراً من الظهر. واتهمت السلطات الأحمر بخرق الهدنة. وفي المقابل، اتهمت مصادر قريبة من الاحمر السلطات باطلاق النار مجدداً على منزل الزعيم القبلي. وأوضحت المصادر ان مقاتلي الاحمر استعادوا السيطرة على مبنى وزارة الادارة المحلية بعدما كانوا سلّموه الى الوسطاء القبليين الذين تفاوضوا في شان الهدنة مع السلطات اليمنية. وقال شهود ان سحابة من الدخان الاسود تصاعدت من منزل الاحمر الذي كان اعلن هدنة الجمعة بعد ثلاثة ايام من المواجهات خلفت 70 قتيلا على الاقل. وفي تعز، قتل سبعة اشخاص بالرصاص الحي امس عندما اطلقت قوات الامن النار على متظاهرين حسبما أفاد ناشطون وشهود قالوا ان خمسة متظاهرين قتلوا في وسط المدينة، فيما سقط قتيلان اثناء محاولة مجموعات من المحتجين قدمت من قرى مجاورة الدخول اليها للتظاهر. وذكر شهود ان حالاً من الفوضى تعم المدينة التي بدأت الاعتصامات المطالبة باسقاط النظام فيها قبل ان تنتقل الى صنعاء، واضافوا ان المحتجين قطعوا معظم الشوارع بالحجارة. وكان سجل انتشار أمني كثيف في المدينة لمنع المتظاهرين من العودة الى «ساحة التغيير» بعد يوم من اقتحام قوات الأمن لها واخلائها بالقوة، ما أسفر عن عشرات الضحايا. وفي مدينة زنجبار التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم «القاعدة»، قتل 11 جندياً وأصيب 33 آخرون بجروح في هجوم انتحاري واشتباكات بين الجيش ومسلحين. وقال مصدر امني ان هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف قافلة عسكرية عند مشارف المدينة، في حين هاجم مسلحون نقطة عسكرية في دوفس عند مشارف المدينة فقتلوا أربعة جنود وجرحوا عشرة آخرين. وفي وقت لاحق، افاد مصدر طبي في «مستشفى الجمهورية» في عدن بأن جنديين توفيا متأثرين بجروحهما. وجدّد سلاح الجو اليمني غاراته لليوم الثاني مستهدفاً مواقع يعتقد بان مقاتلي «القاعدة» يتحصنون فيها، وذكر شهود ان القصف طاول خصوصاً مصنعاً للذخائر كان عناصر التنظيم سيطروا عليه. الى ذلك، أفاد مصدر طبي ان جنديين توفيا متأثرين بجروحهما في مستشفى باصهيب العسكري في عدن، كبرى مدن الجنوب. وذكر المصدر ان القتيلين وصلا ضمن مجموعة من 40 عسكرياً جريحاً من اللواء الميكانيكي 25 المحاصر في زنجبار، كما ذكر ان بعض الجرحى اصاباتهم خطرة. واسفرت المواجهات في المدينة وجوارها عن 36 قتيلا عسكرياً ومدنياً حتى الآن بحسب مصادر أمنية وشهود. وفي بروكسيل، اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امس ان استخدام القوة في تعز «صدمها»، وكررت مطالبة الرئيس علي عبدالله صالح بالتوقيع «فورا» على اتفاق انتقال السلطة بمبادرة من مجلس التعاون الخليجي، وقالت في بيان «آن الاوان الان لتوقيع عرض وساطة مجلس التعاون الخليجي وتطبيقه، من دون ذرائع جديدة». واضافت اشتون: «أشعر بالصدمة وأدين بأشد العبارات استخدام القوة والرصاص الحي ضد المتظاهرين المسالمين في مدينة تعز»، مشيرة الى «معلومات مخيفة تحدثت عن هجمات على منشآت طبية»، ونددت ب «الانتهاكات الخطرة» لحقوق الانسان التي يرتكبها النظام اليمني، محذرة من ان «المسؤولين عن هذه الاعمال سيحاسبون». وكررت مطالبة الرئيس صالح «باستجابة المطالب المشروعة للشعب اليمني المتعلقة بالانتقال السياسي والامتناع عن القيام بأي عمل عنف ووقف التجاوزات المتعلقة بحقوق الانسان». وفي جنيف، أعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي امس ان «مكتب الاممالمتحدة لحقوق الانسان تلقى معلومات ينبغي التحقق منها في شكل تام، مفادها ان اكثر من خمسين شخصا قتلوا منذ الاحد في تعز بيد الجيش اليمني والحرس الجمهوري وعناصر آخرين على صلة بالحكومة». وأكدت بيلاي ان «مزيداً من العنف سيؤدي فقط الى مزيد من انعدام الامن وسيبعد البلاد اكثر عن ايجاد حل لأزمتها السياسية». وتابعت: «احض كل الاطراف على مواصلة جهودهم للتوصل الى حل سلمي لهذا النزاع. ينبغي وقف اراقة الدماء».