مع استمرار الاشتباكات بين قوات الأمن اليمنية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح ومسلحين قبليين ينتمون إلى عشيرة الأحمر، وسقوط عشرات القتلى في عدد من المدن اليمنية، أعلنت عدة سفارات أوروبية إجلاء رعاياها من البلاد. قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية أمس (الثلاثاء 31 مايو/ أيار) إن بلاده قررت إغلاق سفارتها في اليمن مؤقتاً وإجلاء رعاياها منه، بعد تصاعد أعمال العنف والاشتباكات المسلحة. وأضاف المتحدث أن سفارات أخرى لدول في الاتحاد الأوروبي تقع في المنطقة نفسها تلقت تهديدات خلال الساعات الماضية، معرباً عن قلقه من استمرار تدهور الوضع.
هذا وتصاعدت موجة العنف مجدداً يوم أمس في العاصمة صنعاء، حيث سجلت اشتباكات بين المسلحين القبليين والقوات الحكومية أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص حسب مصادر طبية، في حين قتل سبعة متظاهرين في مدينة تعز جنوب اليمن برصاص الأمن. من جهة أخرى قتل نحو 13 جندياً يمنياً في مواجهات لا تزال مستمرة بين الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي في منطقة زنجبار في الجنوب.
وكان مصدر مقرب من اللواء علي محسن الأحمر، الذي انضم إلى حركة الاحتجاج المعارضة للرئيس علي عبد الله صالح، أكد أن مقره في صنعاء أصيب بقذيفتين خلال المعارك الدائرة بين القوات الحكومية وأنصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر. إلا أن وزارة الدفاع اليمنية نفت صحة هذه الأخبار، في تصريح مقتضب تم توزيعه عبر الرسائل الهاتفية.
واتهم النظام اليمني الثلاثاء اللواء الأحمر بالمشاركة في المعارك الدائرة في صنعاء مع القوات الحكومية إلى جانب أنصار زعيم قبيلة حاشد، وهدد بقصف مقار المعارضة. وكانت المعارك لا تزال محتدمة مساء الثلاثاء في حي الحصبة شمال صنعاء، حيث يوجد منزل الأحمر. وتسيطر قوات اللواء الأحمر على شمال العاصمة وغربها، في حين تسيطر القوات الموالية لصالح على باقي المدينة.
إدانة أوروبية وأمريكية لأحداث تعز
وفي تعز ذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس أن حالة فوضى تعم المدينة، التي تعتبر إحدى أكبر مدن اليمن، والتي انطلقت منها شرارة الاعتصامات المطالبة بإسقاط النظام قبل أن تنتقل إلى صنعاء. وأكد الشهود أن قوات الأمن اليمنية تنتشر بكثافة في تعز، غداة اقتحام وإخلاء ساحة الاعتصام بالقوة ما، أسفر عن عشرات الضحايا.
وكانت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي قد أعلنت الثلاثاء أن أكثر من 50 شخصاً قتلوا برصاص قوات الرئيس اليمني صالح منذ الأحد في مدينة تعز وحدها. وأشارت بيلاي إلى أن السلطات استعملت "خراطيم المياه، والجرافات، والرصاص الحي" لتفريق المتظاهرين.
أما في واشنطن فأدانت الإدارة الأمريكية، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر، ما أسمته ب"الهجمات العشوائية التي تنفذها قوات الأمن اليمنية" ضد المتظاهرين في تعز. وأعربت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن صدمتها إزاء استخدام القوة في تعز، ودعت الرئيس اليمني إلى التوقيع من دون تأخير على مبادرة المصالحة التي اقترحتها دول مجلس التعاون الخليجي.