تصاعد العنف مجددا أمس في صنعاء حيث سجلت اشتباكات بين المسلحين القبليين والقوات الحكومية اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص، وفي تعز (جنوب) حيث قتل سبعة متظاهرين برصاص الامن، فيما استمرت المواجهات الدامية بين الجيش ومسلحي القاعدة في زنجبار (جنوب). وقتل 7 اشخاص بالرصاص الحي أمس عندما اطلقت القوات الامنية النار على المتظاهرين في تعز حسبما أفاد ناشطون وشهود عيان. وذكر الشهود أن خمسة متظاهرين سقطوا وفارقوا الحياة بين أيدي رفاقهم في وسط تعز، فيما أكد مصدر طبي مقتل اثنين. وفي وقت لاحق، أفاد شهود ان حشودا من ابناء الارياف المجاورة لتعز كانوا يحاولون الدخول الى المدينة للتظاهر واشتبكوا مع الشرطة فسقط قتيلان. وذكر الشهود ان حالة من الفوضى تعم تعز التي هي من اكبر مدن اليمن وبدأت الاعتصامات المطالبة باسقاط النظام فيها قبل ان تنتقل الى صنعاء. واضاف الشهود ان الشوارع مقطوعة بالحجارة من قبل المحتجين. واكدت مصادر من المدينة تسجيل انتشار أمني كثيف لمنع تشكل تظاهرات ضخمة يسعى المحتجون المطالبون باسقاط النظام الى تنظيمها، غداة اقتحام واخلاء ساحة الاعتصام في تعز بالقوة ما اسفر عن عشرات الضحايا. وذكر الشهود ان قوات الامن تستخدم الرصاص لمنع مجموعات المحتجين من التشكل في الشارع. واعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي امس ان اكثر من خمسين شخصا قتلوا برصاص قوات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منذ الاحد في مدينة تعز!!. وأشارت آخر حصيلة أوردها منظمو الاعتصام إلى مقتل 21 متظاهرا خلال قمع قوات الامن اليمنية لهذا التحرك!. واعتبارا من مساء الاحد وحتى فجر الاثنين، هاجمت الدبابات والمدرعات «ساحة الحرية» في المدينة تحت غطاء نيران كثيفة فيما اقدم عسكريون على اضرام النار في الخيام التي نصبها المحتجون وتم إخلاء الساحة التي تشهد اعتصاما منذ يناير الماضي. الى ذلك، قتل ثلاثة من انصار الزعيم القبلي صادق الاحمر خلال الاشتباكات التي اندلعت مساء امس الاول مع القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح وخرقت الهدنة بين الطرفين. وقال المصدر : إن «ثلاثة قتلى من انصار الاحمر قتلوا في الاشتباكات مع القوات الحكومية وصلوا الى المستشفى الميداني في صنعاء» في اشارة الى المستشفى الخاص بساحة المعتصمين المطالبين باسقاط النظام في وسط العاصمة اليمنية. وذكرت مصادر قبلية أن عددًا آخر من الضحايا قد يكونون نقلوا الى مستشفى العلوم والتكنولوجيا لكن لم يتسن التأكد بدقة من أعدادهم. وكانت المعارك العنيفة تجددت في صنعاء قبل فجر امس بعد هدوء نسبي استمر لأيام. ودارت المواجهات في حي الحصبة بشمال صنعاء حيث منزل الاحمر. وسمع أولاً دويّ قذائف هاون تلاها تبادل لاطلاق النار، واستمرت المواجهات العنيفة حتى صباح امس وهدأت نسبيا اعتبارا من فترة الظهيرة. واتهمت السلطات الأحمر بإنهاء الهدنة، فيما اتهمت مصادر قريبة من الاحمر السلطات باطلاق النار مجددا على منزل الزعيم القبلي. واوضحت المصادر ان مقاتلي الاحمر استعادوا السيطرة على مبنى وزارة الادارة المحلية بعدما كانوا سلّموه إلى الوسطاء القبليين الذين تفاوضوا في شأن الهدنة مع السلطات اليمنية. وقال شهود: إن سحابة من الدخان الأسود تصاعدت من منزل الأحمر الذي كان أعلن هدنة الجمعة بعد ثلاثة أيام من المواجهات خلفت 68 قتيلا على الاقل. وعلى صعيد آخر، قتل ستة جنود وأصيب عشرات آخرون بجروح في هجوم ومواجهات مع مسلحين من القاعدة في مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم ومحيطها، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية أمس. وقال مصدر أمني إن مسلحين من التنظيم هاجموا صباح أمس نقطة عسكرية في دوفس على مشارف زنجبار «ما اسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة عشرة آخرين». وذكر شهود عيان أن المسلحين أقدموا بعد ذلك على حرق عشر آليات عسكرية. ويسيطر مسلحون يقدمون على أنهم من تنظيم القاعدة منذ أيام على مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين الجنوبية. إلى ذلك، أفاد مصدر طبي أن جنديين توفّيا متأثرين بجروحهما في مستشفى باصهيب العسكري في عدن، كبرى مدن الجنوب. وذكر المصدر أن القتيلين وصلا ضمن مجموعة من 40 عسكريا جريحا من اللواء الميكانيكي 25 المحاصر في مدينة زنجبار، كما ذكر أن بعض الجرحى إصاباتهم خطرة. وقد اسفرت المواجهات في المدينة وجوارها عن 36 قتيلا عسكريا ومدنيا حتى الآن بحسب مصادر أمنية وشهود. وكانت وزارة الدفاع أعلنت مساء أمس الأول أن 21 عسكريا قتلوا في زنجبار. وشنّ سلاح الجو اليمني لليوم الثاني قصفًا صاروخيًا استهدف مواقع يعتقد بأن مقاتلي القاعدة يتحصّنون فيها، وفق شهود عيان. وذكر شهود أن القصف طاول خصوصا مصنعًا للذخائر كانت القاعدة سيطرت عليه. ودوليًا، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أن استخدام القوة في تعز باليمن قد «صدمها»!!، وكررت مطالبة الرئيس علي عبدالله صالح بالتوقيع «فورا» على اتفاق انتقال السلطة الذي حددته مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.