قالت مصادر في قطاع الغاز إن شركتين للغاز في السعودية تعتزمان استئناف الحفر في منطقة الربع الخالي في المملكة بنهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل. ودعت السعودية -التي تبقي احتياطياتها النفطية الضخمة بعيداً عن متناول الأجانب- المستثمرين لاستكشاف وإنتاج الغاز في صحراء جنوب شرق البلاد. وشكلت شركة النفط الحكومية «أرامكو» أربعة تحالفات في 2003-2004 تضم رويال داتش شل وسينوبك الصينية وايني الايطالية وريبسول الاسبانية للحفر في الربع الخالي. ولم تكتشف الشركات حتى الآن كميات ذات جدوى تجارية. وفي الوقت الراهن لا تعمل في الربع الخالي سوى شركة جنوب الربع الخالي (سراك) وهي مشروع مشترك بين «أرامكو» و «شل». وبدأت الشركة حفر الآبار الثلاث الأول في إطار المرحلة الثانية من التنقيب عن الغاز. وقالت مصادر إن شركات أخرى مثل سينو السعودية للغاز ولوكسار قلصت أنشطتها هناك لكنها ستبدأ عمليات الحفر بنهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل. وقال مصدر طلب عدم نشر اسمه: «سيبدأون الحفر بنهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل.. نعم». ولم يتسن الوصول إلى أي مسؤول في وزارة البترول السعودية للحصول على تعليق. وتقدر احتياطيات الغاز السعودية بنحو 275.2 تريليون قدم مكعبة وهي خامس أكبر احتياطيات في العالم. وترغب المملكة في استغلالها لزيادة كمية النفط المتاحة للبيع في أسواق التصدير المربحة ومواصلة التوسع في قطاعي البتروكيماويات والكهرباء. لكن الشروط التي اتفقت عليها «أرامكو» ليست مواتية لشركائها في التحالفات. ويحتاج الشركاء لاكتشاف المكثفات -وهي أحد أشكال النفط الخفيف يمكن بيعها بأسعار السوق العالمية- لتغطية كلفة التطوير. ويعني هذا أن تلك الشركات تبحث عن الغاز الغني بالمكثفات الذي يصعب اكتشافه مقارنة بالغاز العادي. وحصلت شركة اينيربسا للغاز بالفعل على تمديد حتى نيسان (ابريل) 2012 للمرحلة الأولى من التنقيب. وقد أكملت أعمال الحفر في ثلاث آبار لكن حفر البئر الاستكشافية الأخيرة أرجئ إلى النصف الثاني من العام الحالي. ودخلت «لوكسار» مرحلة التقويم بعد إكمال مرحلة التنقيب الأولى. وانتهت الشركة من حفر تسع آبار استكشافية في 2009 وحققت اكتشافين. وفي إطار برنامج التقويم ستحفر «لوكسار» خمس آبار منها ثلاث في طخمان واثنان في مشيعيب. وقالت أرامكو في تقريرها السنوي لعام 2009 إن لوكسار تنازلت عن 90 في المئة من منطقة امتياز استكشاف الغاز وقررت عدم المضي في المرحلة الثانية من التنقيب هناك. وقالت «لوك أويل» في تقرير هذا الشهر إنها علقت الحفر في بئرين لحين التمكن من استخدام تكنولوجيا لزيادة معدل التدفق. وقال متحدث باسم لوك أويل إن الشركة ستستأنف الحفر لكنه قال إنه ليس متأكداً متي سيكون ذلك. وذكر مصدر أن سينو السعودية للغاز وهي مشروع مشترك بين سينوبك وأرامكو وتعمل في المرحلة الثانية من التنقيب توشك على التوقيع على تمديد لهذه المرحلة. ولم يذكر مزيداً من التفاصيل.