قالت شركة أرامكو السعودية أمس إن مشاريع الغاز التي تعتزم تنفيذها في الوقت الراهن أو في خططها المستقبلية ستكون بناء على استراتيجية الشركة، وأنها بدأت في التركيز على الغاز بعد أن حققت طاقة إنتاج فائضة من الزيت مشيرة إلى تصريح رئيس الشركة المهندس خالد الفالح إلى «الحياة» في وقت سابق. وحول مشاريع الغاز الجديدة التي سيتم طرحها في الفترة المقبلة في منطقتي منيفة والشيبة، أكدت مصادر في الشركة ل«الحياة»، أن المشروعين ضمن مشاريع أخرى كانت الشركة أعلنت عنها وتمت دراستها لتغطية الطلب المتزايد على الغاز في السعودية. وأوضحت المصادر أن مشروع المنيفة للغاز يتضمن بناء منشآت على الساحل بإمكانها إنتاج 750 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، و1700 طن من الكبريت، ومعالجة الغاز غير المصاحب من حقل عربية البحري المكتشف في عام 2008. وأضافت أن الأعمال الضخمة في منيفة تتضمن إقامة جسر يبلغ طوله 41 كيلومتراً، وإنشاء 27 جزيرة حفر في المياه الضحلة، وهذا الجسر يمثل الركيزة الحيوية الأولى والأساسية في هذا المشروع، إذ يقع عدد كبير من الآبار التطويرية في منيفة في مناطق مغمورة ضحلة لا تناسب استخدام السفن لغرض تركيب المنصات البحرية وأجزائها المغمورة، وسيكون هذا الجسر عبارة عن شريان رئيسي بطول 21 كيلومتراً وجسور متفرعة منه يصل طولها الإجمالي إلى 20 كيلومتراً تصل الشريان الرئيسي بجزر الحفر. وأشارت المصادر إلى أن الأعمال تتضمن أيضاً تشييد 7 منصات بحرية لحقن مياه البحر في آبار الزيت، وإنشاء 6 أخرى لإنتاج الزيت الخام، إضافة إلى إدخال تعديلات على المنصات القائمة ال26 الخاصة بمراقبة ضغط المكامن. ويشمل المشروع الذي أطلقته «أرامكو» العام الماضي أيضاً تشييد مرافق المعالجة المركزية، ومعمل فرز الغاز من الزيت الأساسي، ومعامل المنافع وتأمين المياه، ومرفق لحقن المياه، وإنشاء منصات في المناطق المغمورة، ومضخات كهربائية غاطسة، وخطوط أنابيب لمراحل ما بعد الإنتاج إلى معمل الغاز في الخرسانية وفرضتي رأس تنورة والجعيمة. ولدى شركة أرامكو السعودية في حقل شيبة العملاق الذي بدأت إنتاج البترول منه في 1998، خطط عدة، وبخاصة بعد الاكتشافات التي تمت قريبة منه، ويبلغ احتياط الحقل نحو 15 بليون برميل من الزيت الخام و25 تريليون متر مكعب من الغاز، ويوجد خط أنابيب يمتد من حقل الشيبة إلى بقيق بطول 640 كلم. وكان الفالح أشار إلى أن «لدى الشركة في المرحلة الحالية خطوات استراتيجية في اتجاهين، الأول تلبية الطلب المحلي على الطاقة، إذ نسعى إلى تطوير احتياطات الغاز غير المصاحب، فبدلاً من أن نستخدم النفط الخام وزيت الوقود، نستخدم الغاز لكفاءته العالية في إنتاج الكهرباء والماء، كما أنه يتيح الفرصة لزيادة صادرات الزيت». وأضاف: «في 2006 اكتشفنا في المنطقة المغمورة حقلاً جديداً هو حقل كران، وبدأنا نطوره، والحفر مستمر فيه وأرسينا، بداية السنة الحالية، عقود إنشاء معمل كبير لمعالجة الغاز، كما توصلنا في العام الماضي إلى اكتشافات في حقول العربية والربيب وحصباه في المناطق المغمورة، تُضاف إلى اكتشافات أخرى على البر في نجيمان ومدركة، لتأكد سلامة توجه برامج الغاز غير المصاحب، وإذا أضيف هذا إلى استثماراتنا في المصافي فسينتج عنها جميعاً تكامل في صناعات التكرير والتوزيع». يذكر أن أعمال التنقيب في مجال الغاز التي تقوم بها شركات عالمية مستمرة في السعودية إذ لم تنته فترة التنقيب. فشركة «لوك أويل» الروسية، التي تشارك «أرامكو السعودية» في شركة «لوكسار» حصلت على امتياز للتنقيب في منطقة معينة. وتبيّن أن بئرين من الآبار السبعة التي حفرتها لوكسار واعدتان، وأشارت «لوك أويل» إلى وجود اكتشافين، هما حقل «مشيعيب» وحقل «طخمان». وحصلت الشركة أيضاً على إذن لاستكمال الحفر لتقويم حجم الاحتياطات الموجودة في الحقلين، وإمكان إنتاجهما تجارياً. أما شركة «شل» فتشارك «أرامكو السعودية» في شركة «سراك» التي حفرت أربع آبار من دون أن تسفر عن نتيجة، لكنها حفرت حقلاً اسمه «كدن» قريب من حقل «الشيبة»، الذي سبق لأرامكو السعودية اكتشافه. ويحتوي على احتياطات من الغاز المر، بكميات مرتفعة من ثاني «كبريتيد الهايدروجين»، كما يحتوي الحقل على سوائل يمكن استغلالها، لكن تتطلب معالجة وإزالة للكبريت. فنتيجة الحفر مشجعة بالنسبة إلى «شل» و«أرامكو السعودية»، لأن إنتاج الآبار التي تم حفرها في «كدِن» عالٍ ويبقى إعداد خطة لتطويرها اقتصادياً، على رغم أن ذلك يتطلب إزالة الكبريت. وتجرى الآن دراسات من «شل» و«أرامكو السعودية» لتقديم عرض إلى الجهة المختصة بهدف تطوير هذا الحقل. أما المشروعان المشتركان الآخران فهما مع شركة «ساينوبك» الصينية وتحالف «إيني – ربسول» الإيطالية - الإسبانية، ولدى تلك الشركات أيضاً أفكار مشجعة. كما اكتشفت «أرامكو السعودية» بالقرب من مناطق امتياز تلك الشركات الغاز في مكامن قليلة النفاذية يتطلب استخراجها تقنيات خاصة.