أجمع خبراء إعلام في العالم على أن «فيس بوك» و«تويتر» وسيلتان مهمتان من وسائل الاتصال الحديثة، وأداتان لا غنى عنهما لكل منسوبي المهنة للتواصل مع الآخر، ومعرفة آخر التطورات والأخبار من دون إخضاعها لرقيب أو التزامها بتوقيت، لكن المفارقة أنه في الوقت الذي تشهد صفحات هذه المواقع إقبالاً جماهيرياً كبيراً، ثمة تجاهل في المقابل لها من أسماء إعلامية لها وزنها في الوسط الإعلامي المحلي، قائمتها متنوعة ما بين مدراء قنوات إخبارية، ورؤساء تحرير صحف يومية، وكتاب ومقدمي برامج لهم جماهيرهم، وغيرهم من أسماء أخرى أكثر إيغالاً في الابتعاد عن المشهد ككل. الصحافي في «عكاظ» محمد الحربي قال ل «الحياة» أن «تجاهل تلك الأسماء الكبيرة ل «فيس بوك» و«تويتر» يعود لأمرين، الأول، لأن الكثير منهم يعانون على ما يبدو من «أمية تقنية» تقف عائقاً بينهم وبين الاهتمام بمثل هذه التقنيات الحديثة» مضيفاً – بحسب قوله – إن «مشكلة بعض هؤلاء وليس جميعهم أنهم في واد والتقنية في واد آخر، والأهم من ذلك أن نماذج كثيرة منهم يحملون في قناعاتهم ويقينهم أفكاراً سلبية تجاه هذه التقنية». ويرى الحربي أن «الأمر الثاني هو عدم توافر الوقت الكافي لدى كثير من الأسماء المميزة للتواصل عن طريق «فيس بوك» و«تويتر»، لكن الأمر تعدى الآن كونه ضرورياً أو غير ضروري وأصبح أمراً حتمياً، فعالم الانترنت صار هو الواقع والعالم الذي نعيش به تحول إلى عالم افتراضي» وتساءل: «إذا كانت صفحات «فيس بوك» و«تويتر» قادرة على إسقاط رؤساء دول، فكيف لم يتم الالتفات إليها بعد من الجميع وليس الإعلاميين فقط؟». فيما الصحافي بصحيفة «الشرق الأوسط» تركي الصهيل أن «مواقع التواصل الاجتماعي هي من أهم الوسائل التي لعبت دوراً حقيقياً في إبراز نبض المجتمع، بمعنى أن هذه المواقع تفوقت على كثير من المواقع الإخبارية التي بعضها يكون مؤدلجاً وتبحث عن أمور تخالف التيار القائم، أو أنها ضد تيار معين، بينما «فيس بوك» و«تويتر» ما يطرح فيه يعبر عن آراء فردية أكثر صدقية من أي موقع إخباري آخر على الساحة، باستثناء بعض المواقع المعروفة التي فرضت نفسها واحترامها على الرأي العام العربي، وفي تصوري أن هذه المواقع مهمة جداً وأفادت الحركة الإعلامية لدرجة أن بات موقع مثل فيس بوك يقود رأياً عاماً ويشكله على نحو يتجاوز آلاف المرات ما تقوم به صحيفة ورقية أو يومية». وحول تأثير «فيس بوك» و«تويتر» في عمل الصحافيين أوضح: «هناك منافسة لاشك في ذلك، لكن نحن كصحافيين نحتاج وسائل إثبات أكثر من أي مواطن عادي، قد ينجح شخص ما في نقل الخبر أسرع من الصحافي، لكن ما يرد في أخباره من معلومات لن يسأل عنها، وهذا هو إشكال هذه المواقع، التي بمقارنة بسيطة بين دورنا ودور مشتركي هذا الموقع يمكن القول إنه تجاوزنا في نقل الخبر، لكننا تجاوزناه في إثبات صدق هذا الخبر». وعن سبب غياب أسماء صحافية معروفة عن التواصل عبر هذه المواقع أشار الصهيل: «هناك أسماء صحافية فقدت صدقيتها وبالتالي لا أتوقع بأنها تستطيع مواجهة هذا الأمر عبر فيس بوك، لأنها ستكون مواجهة مع جمهور حقيقي، بات يعرف ما يدور حوله، ولن يتعاطى مع شخص يتكرم عليه بمعلومة، باتت في الواقع ملك الجميع. لكن بشكل عام أجد صعوبة بالغة في الإجابة على هذا السؤال لسبب بسيط هو أن كل شخص له أسبابه الاعتبارية في هذا الغياب. ولا يمكن تعميم هذا السبب على الجميع، فهذه الأمور قد تكون محكومة بأسباب شخصية لا يدعي أحد معرفتها». رئيس تحرير نشرة اخبار الرابعة في قناة «العربية» مساعد الثبيتي رأى أن كثيراً من الأسماء الإعلامية الكبيرة لها صفحات على «فيس بوك» أو «تويتر» لكنها بأسماء مستعارة. وبرر ذلك بالقول: «أظن أن خوفهم من التعرض للانتقاد أو الإساءة من الآخرين هي السبب في ذلك، لأنه من غير المنطقي غياب العاملين في الوسط الصحافي عنها في متابعة أو معرفة خبر، أو قياس رأي المجتمع تجاه قضية بعينها، لكن هناك غياب حقيقي أيضاً لبعضهم ناتج عن تقدمه في العمر، وعدم تلمسه لأهمية هذه الوسائل». وأكد أنه متابع جيد ونقل أكثر من مرة خبراً عن «فيس بوك» او «تويتر» تضمنته بعض نشرات أخبار العربية» موضحاً أن «هذين الموقعين أصبحا مصدراً للخبر بخاصة بعد أن ضما بين مشتركيهما رؤساء دول وحكومات وسياسيين وصحافيين من كل دول العالم».