أبدت طالبات في الثانوية العامة، مخاوفهن من أن يؤدي تزامن أداء اختباري القدرات والتحصيلي في يوم واحد، إلى «تدني» نتائجهن، التي ستحدد مستقبلهن الجامعي، إذ تحتسب نتيجة الاختبارين بنسبة 70 في المئة في المعادلة النهائية للقبول في الجامعات، إضافة إلى 30 في المئة من نتيجتهن في الثانوية العامة. وتخشى الطالبات، أن يؤدي التزامن إلى «ارتفاع نسبة الإخفاق في أحد الاختبارين». ويُعد أداء اختبار القدرات «فرصة أخرى» لكثير من الطالبات، اللاتي أدين الاختبار ذاته قبل نحو شهرين؛ لكن المركز الوطني للقياس والتقويم، قرر منح الطالبات فرصتين لأدائه، على أن تحتسب النتيجة الأعلى التي تحصل عليها الطالبة في المرتين، ما يزيد حرص الطالبات اللاتي أخفقن في المرة الأولى، على الحصول على نتيجة أعلى في المرة الثانية. ويبدأ اختبارا القدرات والتحصيلي، بعد أقل من أسبوع من نهاية اختبارات الثانوية العامة، ويستمران خلال الفترة من 22 إلى 27 من شهر رجب المقبل. لكن على الطالبة أداء الاختبارين في يوم واحد. وقالت الطالبة نورة العالي: «إن طبيعة الاختبارين صعبة، وتحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، فضلاً عن الاستعدادات النفسية، وتزامنهما في يوم واحد يزيدهما صعوبة»، مبينة أن «مدة الاختبارين لا تقل عن خمس ساعات، مناصفة بينهما». وأشارت أمل منصور، إلى «صعوبة أسئلة الاختبارين»، فهي عبارة عن «اختيار إجابة من مجموعة إجابات، ما يتطلب دقة وحرصاً وانتباهاً. ويستقي الاختبار التحصيلي أسئلته من المواد التي درستها الطالبات في الصفوف الثلاثة للمرحلة الثانوية، من الأول إلى الثالث، ما يتطلب منها إلماماً كافياً بمقررات دراسية كثيرة، مرت على دراسة بعضها سنوات». وأوضحت فاطمة عبد الرحمن، أن «أبرز الصعوبات التي تواجهنا، أن الاختبارين يتطلبان مراجعة دقيقة ووقتاً أطول، وكلاهما يعتمد على دقة الطالبة، ومدى استرجاعها المعلومات، ما يتطلب جهداً وعناء في التفكير»، داعية المركز الوطني للقياس والتقويم إلى «تقديم موعد اختبار القدرات، أو تأجيله إلى ما بعد الانتهاء من التحصيلي، الذي بدأنا نستعد له من الآن، نظراً لزحام المعلومات وكثافتها، وحاجتها إلى المتابعة، ومراجعتها في شكل مستمر». ولفتت المشرفة على مرحلة الصفوف الثانوية ناهدة الأنصاري، إلى ما تعانيه طالبات الثانوية العامة من «مشكلات نفسية حقيقية، لخوفهن من ضياع فرصهن في الالتحاق بالجامعات، بسبب تدني نسبهن في شهادة الثانوية، وزادت هذه المخاوف مع تزامن اختباري القدرات والتحصيلي»، مضيفة «يتردد عدد من الطالبات على قسم الإرشاد يومياً، لمساعدتهن على مواجهة الضغوط النفسية التي يعشنها». وذكرت الأنصاري، أن «طالبات الثانوية العامة ممن لم يحالفهن الحظ في الحصول على نتيجة مناسبة في الفرصة الأولى لاختبار القدرات، يلاحقهن شعور الإخفاق في المرة الثانية، التي ستتزامن مع أداء الاختبار التحصيلي الذي تشمل أسئلته المواد العلمية أو الأدبية التي درسنها في سنوات الثانوية العامة الثلاث». وأيدت مطالب فصل الاختبارين عن بعضهما، وان يكون أداء التحصيلي أولاً، وبعد أسبوع على الأقل يؤدى اختبار القدرات، فالطالبات يشعرن بالخوف من أداء اختبار مادتين دراسيتين في يوم واحد، فكيف تكون الحال مع أداء اختبارين طويلين، تتحكم نتيجتاهما في مستقبلهن الجامعي؟». بدورها، قالت مديرة إدارة الاختبارات في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية سهاد الدخيل، في تصريح ل «الحياة»: «إن المركز الوطني للقياس والتقويم، هو الذي حدد مواعيد الاختبارات، عبر تعميم وزعه على المدارس»، مبينة أن «المركز أعطى الطالبة فرصة اختيار اليوم الأنسب لها لأداء الاختبارين سوياً».