جددت الحكومة السودانية أمس تمسكها بإنهاء مهمات بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام «يونميس» في التاسع من تموز (يوليو) المقبل، موعد استقلال جنوب السودان، وفقاً للاتفاق بين البعثة والخرطوم، فيما تعثرت محادثات لتسوية الأزمة في شأن أبيي المتنازع عليها بين شطري البلاد، وعيّن الجيش الشمالي حاكماً عسكرياً على المنطقة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية خالد موسى إن «نشر القوات الأممية لحفظ السلام كان بناء على موافقة الحكومة ووفقاً لمبادئ سيادتها الوطنية ومصلحتها القومية العليا». وأضاف أن «قرار إنهاء أو بقاء البعثة الأممية هو في يد الحكومة السودانية وليس في يد أي جهة غيرها، وعلى الأممالمتحدة الاستعداد لحزم أمتعتها قبل نهاية الفترة الانتقالية في التاسع من تموز المقبل». وجدد في الوقت نفسه تقدير حكومة بلاده للجهود التي بذلتها البعثة في تنفيذ الاتفاقية وإرساء دعائم السلام في السودان. وجاء هذا الموقف بعد إعلان الناطقة باسم الأممالمتحدة هوا جيانغ أن قرار استمرار البعثة في السودان، بعد انفصال الجنوب، سيكون في يد مجلس الأمن الدولي وليس في يد الحكومة السودانية. وانتقد موسى في شدة تقرير مجموعة «ساتلايت سنتينال بروجكت» التي أسسها الناشط الحقوقي الممثل الأميركي جورج كلوني عن «دمار يرقى لمرحلة التطهير العرقي» في أبيي، واعتبره «مجافياً للواقع ويرمي إلى إشعال نار الحرب بين القبائل السودانية وتعقيد الأوضاع أكثر مما هي عليه». وأبدى أسفه «لاستخدام كلوني رمزيته ونجوميته في تعقيد الأوضاع في السودان أكثر مما هي عليه... كان حرياً به أن يستفيد من شهرته في صنع السلام بدل إشعال الحرب». إلى ذلك، عيّن الجيش السوداني حاكماً عسكرياً على منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، بعد أن فرض سيطرته على المنطقة قبل عشرة أيام. وكلّف قائد القوة التي استولت على المنطقة العميد عز الدين عثمان بإدارة المنطقة. ودعا الحاكم العسكري المكلف المنظمات الإنسانية وموظفي الخدمة المدنية والمواطنين الذين خرجوا من المنطقة، بسبب الأحداث الأخيرة، إلى العودة إلى المدينة وممارسة حياتهم في شكل طبيعي. وقال عثمان بعد أن التقى ممثلين للمنطقة إن «أبيي الآن آمنة تماماً». ودعا الجهاز التنفيذي إلى «العودة مجدداً للمساهمة في استقرار المنطقة». وكان الجيش السوداني قال السبت الماضي إنه أوقف عملياته العسكرية في أبيي بعدما سيطر على المنطقة بالكامل ودعا السكان إلى العودة. لكن نائب رئيس البرلمان القيادي في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الحاكمة في الجنوب أتيم قرنق اعتبر تعيين عسكري لإدارة أبيي احتلالاً للمنطقة. وعطلت الأحداث الأخيرة في أبيي اجتماعين في الخرطوم وجوبا لمناقشة ترتيبات مرتبطة بانفصال الجنوب في تموز (يوليو) المقبل، خصوصاً النفط ومساهمته في اقتصاد الشمال بعد الانفصال.