غاب رجال الاتحاد عن ناديهم فترنح في مطبات وأرصفة الموسم الحالي وكادوا يخسرون كل شيء، وعندما التف رموز النادي وصدقت النوايا واتحدت القلوب شاهد الجميع لوحة إبداعية على شواطئ الهلال الأجمل والأفضل طوال الموسم بشهادة كل النقاد وكل المتابعين. نعم عزف رجال الاتحاد عن الوقوف حول ناديهم ووقفوا على شرفات مدينة النادي العميد على طريقة نيرون الذي تلذذ بلهب النيران والدخان يتصاعد في أرجاء مدينة روما وهو يتلذذ بألسنة اللهب والدخان الذي وصل إلى عنان السماء، هكذا وقف عدد من المؤثرين والمهمين في مسيرة نادي الاتحاد يتفرجون على النادي وهو يتهاوى ويتجه للمنطقة المخيفة ويفقد توازنه طوال الموسم وكأن الأمر لا يعنيهم، وعندما التف الجميع حول النادي وحول الفريق الكروي ظهر تأثير ذلك جلياً في منظومة العمل بشكل واضح، واستعاد الفريق توازنه في منعطف مهم وخطر جداً، وأمسك بصولجان التفوق الذي أتى كنتاج عمل جماعي. الاتحاد عانى في السنوات الثلاث الماضية من صحافة الفرد التي تحوّل الحبة قبة، والتي تفكر في الشخص وحده على حساب الكيان، وعندما صمتت هذه الصحافة المأجورة أسبوعاً واحداً فقط التف الجميع وشكلوا منظومة عمل تساوى فيها الجميع من أجل النادي الكيان، ووضح أن الاتحاد بحاجة لجو نقي يحميه من نتوءات الصحافة التي تسكب الزيت على النار وتفكّر في مصالحها على حساب النادي العريق. لعب الاتحاد أجمل مبارياته، ولعب الهلال أسوأ مبارياته هذا الموسم، وكان الدرب الفني الذي وقع فيه الهلال متوقعاً لأنه أمضى موسماً شاقاً من التحضير والتعب منذ بطولة النخبة في أبها وتصدر الدوري من بدايته وحقق بطولتين، وليس بالضرورة الفريق الأفضل يحقق كل البطولات، فهناك منافسون ومتربصون وظروف تحيط بأي فريق وأي منتخب في العالم. خرجت الفرق السعودية كلها من البطولة الآسيوية وبقي الاتحاد الذي شقّ طريقه من الجولة الأولى متصدراً لمجموعته، وأكمل مشواره الناجح بالفوز على الهلال وانتزاع بطاقة التأهل لثمن النهائي، ويبدو أن الاتحاد بحاجة لالتفاف رموزه وصمت صحافته وتحضير مختلف في كل شيء للموسم المقبل، أما الهلال فهذه فرصة الشامتين والحاقدين لوضعه تحت مقصلة التهميش والنقد الخارج عن النص ولا عزاء للنصر والشباب، فللمجد بقية في السنوات المقبلة. [email protected]