هل بعض الوسط الرياضي يكذب على بعضه؟ سؤال استفزازي أو جريء أو سموه ما شئتم، السؤال لم يأت من فراغ بل نتاج طبيعي لما أفرزته المدارات الرياضية هذا الموسم على وجه التحديد. لن أغوص في أعماق السؤال بل أحاول وأناور من بعيد وعلى مشارف مدينة أفلاطون الفاضلة انثر قليلاً من الملح على جراح موسم صاخب بدأ هكذا بردح وقدح، وانتهى بعزف نشاز وخروج عن النص. رموز إعلامية صنفت جمهور الأهلي الأفضل بعد مباراة الفريق الثانية مع الشباب في جدة ووصفته بالأروع، ورموز إعلامية وصفت جمهور الاتحاد بالأروع وأهازيجهم الأجمل، وفي كلا الحالتين هؤلاء يكذبون، فجمهور الأهلي والاتحاد تمت معاقبتهما هذا الموسم وهذا يكفي، ومساندة أي جماهير لفريقها شيء مفروغ منه كما هو حاصل من جماهير الهلال والنصر وكل الأندية. زمرة سكبت زيت نقدها على الهلال الذي حقق بطولتين منها بطولة الدوري وهي البطولة الاعتبارية الأساسية التي تفكر فيها أندية الدول المتقدمة، بينما أندية هذه الزمرة لم تحقق بطولات هذا الموسم، إنهم يكذبون ويصدقون كذبهم. جمعوا معلومات نصفها أو بعضها غير حقيقي ووضعوها في حقيبة محمد الدويش وسردها بعفوية أو بضدها على طاولة «خط الفتنة» والنصر لا ينقصه ملح ولا جراح ولا زيت على ناره التي تنبش فيها النوايا وتقتل القتيل وتمشي في جنازته، إنهم أيضاً يكذبون ويتاجرون بكذبهم هنا وهناك. في الهلال تمديد عقد رادوي وصورة على طريقة البلوي، ثم جلب محور جديد في الخانة نفسها، يكذبون أو يتجملون أو يقلدون البلوي، لا شيء يهم. يذهبون للاتحاد الدولي بغسيلهم، وتجاوز إعلامي وصل إلى استباق قرار المحكمة الدولية، ثم تحديد موعد خروج خطاب التحقيق لرئيس الوحدة، إنه الكذب والتظليل والقفز على جدار الصمت. بعض القنوات الرياضية تضع قوائم سوداء للضيوف غير معلنة، ويرتبون الضيوف بحسب قاعدة امسك لي واقطع لك، انهم يتاجرون بشرف المهنة، ويكذبون على المشاهد والمسؤول في آن معاً، إنه استرزاق «الخبز الحافي» بعض الأندية تصدر «الكذب» على دفعات، أي عند اللزوم ، وبعض وسطنا الرياضي يتففن في «الكذب» ويتلذذ به، بل يكذب ويصدق كذبته، بعض الإعلام الرياضي يبروز «الكذبة» ولا مانع لديه من قتل القتيل والسير في جنازته، ففي الأخير «الخبز الحافي» يعمق مفهوم الاسترزاق، بعض الأندية لا تمتهن «الكذب» فقط بل إن «الحقيقة» فيها غائبة نهائياً. ترقبوا صفقات الصيف، وترقبوا الوهم أو التظليل أو التمرير من أجل تحقيق مكاسب وقتية أو تسلق وقتي لا يسمن ولا يغني من جوع .... المؤمن لا يكذب. [email protected]