أعادت حادثة مرورية «بسيطة»، وقعت أمس، على طريق أبو حدرية، «كابوس الزحام المزمن» على هذا الطريق الحيوي، إذ تسبب في تكدس طوابير من السيارات، لكيلومترات. وأبلغ بعض قادتها «الحياة»، أنهم أمضوا نحو 90 دقيقة، قبل أن يتمكنوا من مواصلة الطريق، الذي يشهد عمليات صيانة وترميم متواصلة منذ سنوات. ووقعت الحادثة بين سيارة «صالون» وشاحنة، في الطريق المشترك، بعد ان لجأ مقاول وزارة النقل، إلى إغلاق أحد اتجاهيه، وتحويل سالكيه إلى الاتجاه الآخر، بسبب أعمال صيانة، وجرى تقسيم الاتجاه إلى نصفين. وقال محمد دعبل: «لم تكن الحادثة بعيدة عني، وربما لم تتجاوز المسافة كيلومتر واحداً فقط، لكنني مكثت في هذه المسافة لأكثر من ساعة ونصف الساعة، حتى استطعت أن أتجاوز مكان الحادثة، التي أغلقت بالشاحنة والسيارة، لكن سائقيهما لم يستطعا تعديل موقفهما، إلى حين حضور الدوريات المرورية». وتمكن محمد المعيوف، من الخروج بسيارته من «فخ الزحام»، حين غير مساره إلى شارع الظهران، الذي «يعاني هو الآخر من الزحام، بسبب أعمال الصيانة، وإنشاء الجسور. إلا انه كان أخف وطأة من شارع أبو حدرية، بسبب انسيابية السيارات في شكل أسرع فيه». ويواجه سالكو طريق أبو حدرية، الذي يربط مدن ومحافظات رئيسة في المنطقة الشرقية، «صعوبات بالغة»، بسبب كثرة الزحام، الذي يتكرر على مدار اليوم، وبخاصة الخط الرابط بين محافظتي الخبر والجبيل، مروراً في حاضرة الدمام ومحافظة القطيف. فيما تمتد تفريعاته وتحويلاته الكثيرة على طول الشارع، الذي يمتد إلى محافظة الخفجي شمالاً. ويربط هذا الشارع بين أهم المناطق الصناعية والنفطية حتى الخبر جنوباً. ويشهد هذا الشارع «أزمات مرورية خانقة»، فيما تراوح أعمال الصيانة مكانها منذ سنوات طويلة. وشكلت الأعمال عبئاً كبيراً على مرتادي الطريق، بل على الوزارة نفسها، التي أنفقت عشرات الملايين من الريالات، بهدف تطوير هذا الشارع «الحيوي». وتكمن مشكلة هذا الطريق في «رداءة أعمال الصيانة وسوئها»، فالمناطق التي شهدت أعمال صيانة، تعود إلى ما كانت عليه قبل الصيانة، إذ تعاد صيانتها بمعدل ستة أشهر في أحسن الأحوال، إضافة إلى تأخير إنجاز بعض المشاريع، وأبرزها جسر المشاة المخصص لزوار معارض السيارات، الذي لا يزال يراوح مكانه منذ أكثر من سنتين حتى الآن. وساهم توجه وزارة النقل، لإجراء صيانة لمناطق عدة في الطريق «دفعة واحدة»، إضافة إلى مشاريعها الإنشائية فيه، في مفاقمة وضع الحركة المرورية عليه، ما أدى إلى وقوع حوادث «مؤسفة»، راح ضحيتها الكثير من قائدي السيارات ومرافقيهم، فلا يكاد يمر أسبوع دون وقوع حادثة، تخلف وفيات. فيما تُسجل حوادث أخرى «متوسطة» و»شديدة الخطورة». ويلقي سائقون باللوم على المقاولين المنفذين لأعمال الصيانة، لغياب وسائل السلامة عن التحويلات. فيما يلقي آخرون باللوم، على المرور، «لضعف وجوده في الطريق»، وهو ما شجع سائقي الشاحنات على «استعراض عضلاتهم وعدم احترامهم أنظمة المرور» بحسب أحد السائقين.