خروج أندية الهلال والشباب والنصر من مسابقة دوري أبطال آسيا وبقاء فريق الاتحاد وحيداً أراه تأكيداً على أن هذه البطولة باتت أكثر «عصياناً» على الأندية السعودية، وأن «الخلل» أو «العلة» ما زال مسيطراً على الوضع في هذه البطولة، وإلا كيف وصل بنا الحال إلى أن نكرر خروجنا الموسمي دون أي تحرك يبعث على «تغيير» الحال مع هذه البطولة، صحيح من الظاهر نتابع عملاً في الأندية، وإعلاناً مسبقاً عن الاستعداد لهذه البطولة كأهم أولويات الإدارة، وفي النهاية للأسف نرى خروج أنديتنا بدأ يتقدم من دور إلى آخر بمرور السنين. تحدثنا في الماضي وفي الحاضر في أن بطولة دوري أبطال آسيا تختلف كلياً عن المسابقات المحلية، وأن التعامل مع هذه البطولة يحتاج مزيداً من التركيز والتحضير النفسي قبل البدني، وأن الإدارة المشرفة على فريق كرة القدم عليها مسؤولية كبيرة جداً في تثقيف لاعبيها لمباريات الذهاب والإياب، وتدريبهم على التأقلم السريع مع مباريات خارجية قد لا تكون العوامل فيها مشجعة بصورة كبيرة، مثل الملاعب والجماهير وخلافها، وليس الحديث عن معوقات السفر والتنقل، لأن الطائرات الخاصة قامت بدورها على أكمل وجه، ولا مجال هنا للحديث عن معوقات سفر وتنقل وخلافه، نادي الاتحاد ممثل الكرة السعودية الوحيد حالياً تقع على مسيريه مسؤولية إعداد الفريق بشكل مضاعف لما تبقى من المنافسة، فالأدوار المقبلة لا تقبل الفرق «المتذبذبة» فنياً، ولا تقبل سوى الفرق الطامحة إلى اللقب، الفرق التي تجيد استغلال مباراتي الذهاب والإياب كما يجب، الفرق التي تمتلك شخصية الأبطال، الفرق التي تعزز صفوفها بلاعبين أكفاء لرفع مستوى الفريق فنياً لدرجة تمنحه «مفتاح» التفوق ميدانياً على منافسيه، وتجعله قريباً من تحقيق كأس هذه البطولة، وأعتبر الاتحاد «مؤهلاً» بدرجة كبيرة لإعادة اللقب للخزانة السعودية عقب هذا الغياب الطويل، وأن تتم الاستفادة من الفترة المقبلة بتعزيز صفوف الفريق بلاعبين أجانب على مستوى رفيع، إضافة إلى استقطاب لاعبين محليين لتقوية بعض المراكز في الفريق، فالاتحاد صاحب تاريخ مميز مع هذه البطولة وبنظامها الجديد، وله طريقته في التعامل مع هذه البطولة، لذلك ننتظر أولاً سرعة تدعيم الفريق، وثانياً من الفريق الذي سينافس الاتحاد في الدور المقبل. الهلال والنصر خرجا من سباق البطولة نظير ما قدماه من مستوى فني «ضعيف» لا يساعدهم بتاتاً في مواصلة المشوار، لذلك وعطفاً على الأداء فهما يستحقان التوقف عند هذه النقطة، رغم أن الفريق «الأزرق» كان أفضل فرق الدوري استقراراً على جميع الأصعدة «فنياً» و«نفسياً»، وفي الجانب الآخر لم يكن فريق الشباب موفقاً في هز شباك حارس مرمى السد محمد الصقر، طوال 90 دقيقة كان الشباب الأقوى فنياً عن السد، والأكثر تهديداً للمرمى، إلا أن الكرة في النهاية أرادت السد، وأعلنت رفضها لنادي الشباب، وهذا لا يعني أن الشباب أعد عدته بصورة مثالية لهذه البطولة، أو للمسابقات المحلية، لذلك نعاود تذكير مسيري الأندية التي ستمثل الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا لنسخته المقبلة، بأن التجهيز يجب أن يكون مغايراً لما حدث مع المرات الماضية. [email protected]