بريزرن (كوسوفو)، بلغراد، نيويورك - أ ف ب، رويترز - أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في بريزرن جنوب كوسوفو أن اعتقال القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش مهم جداً لصربيا، لكن لا يزال عليها «فعل الكثير» للإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي، متوقعة أن يسلّم إلى المحكمة في لاهاي في غضون 10 أيام. وأشاد مجلس الأمن باعتقال ملاديتش و «هنأ السلطات الصربية» على هذه الخطوة. وقال جيرار أرو السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس أن «أعضاء مجلس الأمن يهنئون السلطات الصربية على الإعتقال الذي يشكّل تجلياً واضحاً للتعاون بين حكومة بلغراد ومحكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة» في لاهاي. ويتشاركون الأمل في أن يساعد ذلك في تقريب منطقة البلقان الغربية من المصالحة ومن آفاقها الأوروبية». وأبدت كرواتيا رغبتها في إدراج «جرائمه ضد مدنيين في قرى وبلدات كرواتية عام 1991» في لائحة الاتهام الموجهة ضده. وقالت أشتون لصحافيين بعد اجتماع ضمها ورئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي في بريزرن، أن «اعتقال ملاديتش لحظة مهمة جداً لصربيا وكما تعرفون هنأت الرئيس (الصربي بوريس) تاديتش على ذلك». لكنها اضافت أن «الطريق إلى الاتحاد الأوروبي يتطلب الكثير من الجميع». وزادت: «يتطلّب الأمر عملاً كبيراً حول قضايا تقنية يجب التطرق اليها وهذا يحتاج إلى السير قدماً في اتجاه سياسي مع الاتحاد الأوروبي». واعتقلت السلطات الصربية الخميس راتكو ملاديتش المطارد منذ 16 عاماً. وقد اتهمته محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة بارتكاب جرائم حرب وإبادة خصوصاً، في مجزرة سريبرينيتسا التي قتل فيها 8 آلاف شخص. ويؤكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي باستمرار أن اعتقال ملاديتش لا بدّ منه لتحقق صربيا تقدماً على طريق الإنضمام إلى الاتحاد. إلى ذلك، قررت محكمة في بلغراد أن حالة ملاديتش الصحية تسمح بأن يحاكم أمام محكمة لاهاي. وهو اعتقل الخميس الماضي في منزل ريفي يملكه ابن عمه. وأعلنت القاضية مايا كوفاسفيتش إن الفريق الطبي قرر أن حالته الصحية تسمح بالمضي قدماً في إجراءات محاكمته. وأضافت «محامي ملاديتش تسلم أوراق تسليمه وأمامه حتى الاثنين (غداً) للاستئناف». وقال برونو فيكاريتش نائب المدعي العام لمحكمة جرائم الحرب في بلغراد إن ملاديتش كان في شكل أفضل على ما يبدو أثناء استجوابه أول من أمس. وكشف راسم لياييتش الوزير الصربي المكلف بالبحث عن مجرمي الحرب الهاربين، إن ملاديتش الذي ينسب إليه القول «لاهاي لن تراني حياً» لم يبد مقاومة أثناء اعتقاله. وأضاف: «كان معه مسدسان محشوان لم يستخدم أي منهما». وكانت عائلة ملاديتش طلبت من محكمة العام الماضي إعلان وفاته كي تتمكن من الحصول على معاش من الجيش. وقال نجله ماركو الذي يعمل اختصاصي كومبيوتر، بعدما التقاه للمرة الأولى منذ أعوام: «نحن متأكدون من أنه لا يمكن تسليمه في هذه الحالة.» وزاد: «إن شكله سيء للغاية. ذراعه اليمنى نصف مشلولة. ونصفه الأيمن فاقد للحس جزئياً». وكان ملاديتش (69 سنة) يتحرك ببطئ وبعرج طفيف عندما مثل أمام قاضي تحقيق في المحكمة الخاصة في جرائم الحرب في بلغراد الخميس. وقال محاميه ميلوس سالييتش لصحافيين إنه سيستأنف ضد قرار تسليمه غداً، وأصر على أنه لا يمكن تسليم موكله إلى المحكمة في لاهاي قبل أن تستقر حالته الصحية، إذ «يجب أن يتلقى علاجاً كافياً قبل تسليمه»، مشيراً إلى أن المحكمة أوقفت استجواب موكله لأنه كان «في حال خطرة. إنه يستجيب بصعوبة»، لافتاً إلى أنه عانى من جلطات تركت ندبتين في دماغه «لكنه تعرّف الى أفراد عائلته ويعرف أنه معتقل». ووصف أحد المسؤولين الجنرال الذي كان ذات يوم قوي البنية، بانه يبدو مشوشاً ومتعباً. وأوردت صحف صربية في عناوينها الرئيسة جملة «اعتقال رجل ميت» ونشرت صورة لملاديتش تظهر أنه شاحب وذابل. ويقول مسؤولون إن ملاديتش يعاني من إرتفاع في ضغط الدم ومن مرض في القلب وحصوة في إحدى كليتيه.