قال الجيش التركي إن قواته أقامت موقعاً عسكرياً جنوب غربي مدينة حلب السورية اليوم (الإثنين)، وهي أعمق نقطة يُقام موقع عسكري حتى الآن داخل شمال غربي سورية، بموجب اتفاق بين روسياوإيران يهدف إلى خفض العنف هناك. وجاء الإعلان بعد أيام من تعرض رتل عسكري تركي كبير كان متجهاً إلى المنطقة ذاتها إلى هجوم، ما أجبره على التقهقر. ووافقت تركيا على إقامة 12 موقع مراقبة في إدلب ومحافظات مجاورة بموجب الاتفاق الذي أبرمته مع طهران وموسكو في مسعى إلى الحد من المعارك بين القوات المؤيدة للحكومة والجماعات المعارضة في شمال غربي سورية. لكن مسعى «عدم تصعيد» العنف الذي كان من المفترض أن تراقب تركيا تطبيقه انهار، بعد أن بدأ الجيش السوري وفصائل مدعومة من إيران فضلاً عن القوات الجوية الروسية هجوماً كبيراً في كانون الأول (ديسمبر) لاستعادة مناطق في محافظة إدلب. وإدلب هي واحدة من آخر المعاقل الرئيسة لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد الذين تم طردهم من غالبية معاقلهم في سورية منذ انضمت روسيا للحرب لمصلحة حكومة الأسد في 2015. ودائماً ما كانت تركيا حليف رئيس لجماعات تعارض الأسد. وبعيداً من عملية عدم التصعيد التي اتفقت عليها تركيا مع روسياوإيران، شنت أنقرة هجوماً قبل أسبوعين على منطقة عفرين أخرى في سورية، لطرد المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على المنطقة. وكثفت طائرات روسية غاراتها أمس ضد البلدات التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب بعد أن أسقط مقاتلوها طائرة حربية روسية يوم السبت. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الطيار قفز من الطائرة واشتبك مع المقاتلين على الأرض ثم فجر نفسه بقنبلة عندما اقتربوا منه. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن موقع المراقبة التركي الجديد يقع قرب قرية العيس. وسيجعل هذا القوات التركية على بعد أقل من خمسة كيلومترات من الأراضي التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية وحلفاؤها وسيجعلها في نقطة أعمق داخل الأراضي السورية من المواقع الثلاثة السابقة التي أقامها الجيش التركي حتى الآن. وقال الجيش في بيان اليوم إن هناك خططاً لبدء عمليات الاستطلاع في شأن إقامة موقعي مراقبة آخرين.