قال رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم اليوم (الجمعة)، إن الحملة العسكرية المتصاعدة في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة ستسبب موجة نزوح جديدة. ودعا يلدريم إيرانوروسيا إلى وقف هجوم للجيش السوري بالقرب من حدود تركيا الجنوبية. وقالت الأممالمتحدة إن هجوم القوات السورية التي يساندها مقاتلون تدعمهم إيران اشتد وتسبب في نزوح عشرات الآلاف منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وتقول تركيا، التي تعارض الرئيس السوري بشار الأسد لكنها تتعاون مع حليفتيه روسياوإيران لخفض الأعمال القتالية في إدلب، إن أحدث هجوم للجيش ما كان ليتم من دون دعم طهرانوموسكو. وتستضيف تركيا ثلاثة ملايين لاجئ سوري فروا إليها خلال الصراع الممتد منذ أكثر من ستة أعوام. وتخشى تركيا من موجة نزوح جديدة عبر حدودها من إدلب. والمحافظة الواقعة شمال غربي سورية هي أكبر منطقة ما زالت خاضعة لسيطرة المعارضة التي طُردت من معاقلها الأخرى في سورية، وتضم أكثر من مليوني شخص يحتاج الكثير منهم لمساعدات. وقال يلدريم للصحافيين بعد صلاة الجمعة: «تصاعد الهجمات في إدلب سيؤدي إلى موجات نزوح جديدة ومعاناة هناك. هذا خطأ وشديد الخطورة». وتنشر تركيا قوات في شمال إدلب وأقامت قواعد هناك بعد الاتفاق مع إيرانوروسيا على إقامة منطقة «عدم تصعيد» في إدلب والمناطق القريبة. وقال يلدريم: «يقترف نظام الأسد خطأ كبيراً بشن هجوم من دون مراعاة للمدنيين من أجل انتزاع أراض... بينما تحقق مبادرة تركياوروسياوإيران لتحقيق السلام الدائم في سورية تقدماً». وأضاف: «نناقش هذا الأمر مع روسياوإيران ونصدر تحذيراتنا في شأن إمكان اتساع نطاق هجمات الأسد المروعة». وحذر من أن القتال يعرقل جهود التوصل لحل سياسي. وتسعى روسيا لعقد مؤتمر سلام سوري الشهر الجاري على رغم أنه لم يتبين بعد من سيحضره. وشن مقاتلو المعارضة هجوماً مضاداً على قوات الحكومة السورية وحلفائها في إدلب أمس. وفي موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم إن وزير الخارجية سيرغي لافروف تحدث عبر الهاتف مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في شأن الاستعدادات ل«مؤتمر الحوار الوطني السوري». ومن المتوقع عقد المؤتمر في منتجع سوتشي الروسي في أواخر كانون الثاني (يناير) الجاري. إلى ذلك، ذكرت وكالات أنباء روسية أن وزارة الدفاع قالت اليوم إنها قتلت مجموعة من المتشددين هاجموا القاعدة الجوية الروسية في سورية في 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقتل عسكريان روسيان في هجوم بقذائف «هاون» على قاعدة «حميميم» الجوية الروسية في غرب سورية في الهجوم. وقالت الوزارة أيضا إنها دمرت مخزوناً من الطائرات من دون طيار في محافظة إدلب بعدما استخدم متشددون طائرات مسيّرة لمهاجمة القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سورية الأسبوع الماضي.