لا جديد، الهلال يغادر آسيا متخماً هذه المرة بثلاثة اتحادية بعد أسوأ أداء يقدمه الفريق هذا الموسم لم يكن الهلال فيه هلالاً أبداً، ولولا اللون والشعار ومن نعرف من اللاعبين بسيماهم لقلنا إننا لا نعرف هذا الفريق البتة. لاعبون مرتبكون كانوا نجوماً لكنهم وفي وقت الجد انطفأوا وتواروا خلف نور ورفاقه، ولا أعلم ما الرعب الذي يسببه نور لهم لدرجة أنه كلما تسلّم كرة (طقت دفاع الهلال أم الركب) فيتركونه يسرح ويمرح ويصنع فرصاً على طبق من ذهب لزملائه تستصرخهم لتسجيلها فيلبون النداء ويدكون مرمى الهلال بثلاثة كانت قابلة للزيادة، هذا والأخبار الواردة قبل المباراة تواترت بأنه يعاني ارتفاعاً في الحرارة فما بالك لو كان في كامل عافيته! عندما قلت في مقالي السابق إن الآسيوية لعبة اتحادية لم يكن ذلك من فراغ، فالمؤشرات كافة كانت ترشّح الاتحاد على رغم ما يسوقه الإعلام من مبررات ضخمت من لاعبي الهلال ووضعتهم في برج عاجي وأنهم الفريق الذي لا يهزم، وعندما بدأت المباراة وضح الفخ الذي وقع فيه الهلاليون والاتحاد يهاجم بضراوة ويبادر بالحسم الباكر وهم ينظرون فقط للكرات وهي تعانق شباكهم ولا يستطيعون مجاراة الاتحاد أو العودة للمباراة، ظناً منهم أن بإمكانهم قلب النتيجة كما حدث في الدوري أو مع «متذيل المجموعة» فريق الجزيرة الإماراتي، ولكن الوقت يمضي و«الزعيم» يغادر كما يغادر كل عام. مرة لأن اللاعبين لم يكونوا في مستواهم، وأخرى لأن الفريق المقابل يريد إنقاذ موسمه، وثالثة لعدم احترام المنافس واحتقار تاريخه، تتعدد الأسباب والمودع «هلال».. الوحدة الإماراتي وأم صلال وذوب آهن.. وبالأمس الاتحاد كلهم تولوا توديع «الزعيم» وهو يتقبل ببلادة ويمد يده مصافحاً من دون أن يبالي بمشاعر جماهيره التي كل موسم تمنّي النفس بهذه الآسيوية التي كانت عصية وهي اليوم تبدو محرمة عليهم، إذ تغيّر المدربون وظلّ أكثر اللاعبين يتكررون في كل خروج وسط عدم إحساس بالمسؤولية، ولكنهم يجدون للأسف من يدافع عنهم ويشكرهم على ما قدموه من جهد. بعد المباراة تابعت تصريحاً لمحمد نور وشدتني حماسته المنقطعة النظير للظفر بالنتيجة بأي ثمن، والدور الذي قام به مع زملائه ومنسوبي النادي كافة وصولاً إلى قائد رابطة المشجعين وإعطائه توجيهات مهمة أثناء سير المباراة، فيما لو تأخر الفريق في حسمها، عندها فقط عرفت ماذا تعني «الكابتنية» الحقيقية وأدركت الفرق بين كابتن وآخر. باختصار «من ليس لديه نور فما له من نور»، فإما قائد بمواصفات نور وإلا الكل يستريح. [email protected]