لم يكسب الاتحاد أكثر من تعادل ونقطة وحيدة جاءت بمحض الصدفة والحظ وإلا لو أن تلك الفرص الكبيرة التي سنحت لخصمه الإماراتي عانقت شباك مبروك زايد لكانت (الفضيحة بجلاجل). في أرض الإمارات كاد أن يخسر الاتحاد والسبب لمن يرغب في معرفة السبب أن الاتحاديين مدرب.. إدارة.. لاعبين.. أعضاء شرف.. جمهور همهم الأول الهلال ولقاء الهلال والدوري، وبالتالي من يفكر في المقبل ويشغل ذهنه بما سيأتي وينسى دوره في الحاضر مثلما حدث للاتحاد بالأمس الأول في الإمارات، لا أعتقد أنه سيكسب بل إنه بمثل هذا الأسلوب قد يساهم في تقديم ذاته كبش فداء لأي خصم يقابله. حجم التفكير بالهلال هو ما ساعد الجزيرة الإماراتي لكي ينازل على نصف (باب) وطريقة الأسلوب في إشغال ذهنية اللاعب الاتحادي بالهلال وياسر والتايب هي كذلك ما أرغم كالديرون على قرار الاحتفاظ بمحمد نور وبوشروان على دكة الاحتياط طيلة شوط كامل. هذا الأسلوب كاد أن يطرح الإتي بأول خسارة آسيوية، وهذا النهج في التفكير قد يكون له ما يبرره عند الاتحاديين لا سيما إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الهلال (شبح) مخيف قد يرهقهم التفكير فيه طيلة اليومين المقبلين، للدرجة التي أتوقع أن تصاب أعينهم بالأرق. أما عن الكاسر والقناص ياسر القحطاني فقد كان لها. حضر برأسية وقدم الفوز لفريقه بجزائية فغادر الميدان (مرتاح) البال سعيداً وفي أحسن حال. ياسر بين الهدافين هو الرقم الصعب ليس في توليفة الهلال وإنما أيضاً هو الرقم الصعب في قائمة المنتخب. مهاري.. وصاحب حس تهديفي وإن قلت لبيباً من الدرجة الأولى فهذه كامل الحقيقة عن نجم أعجبني قبل أن يعجب ذاك البرتغالي الذي قال عنه كلاماً يشبه الشعر. أمام الأهلي الإماراتي تألق ياسر والناتج الصحيح لن يتحقق إلا عندما يكون ياسر حاضراً في يومه. بالأمس يرسم الطريق نحو الدوري واليوم يضع الأزرق على بوابة التأهل الآسيوي. إنها سمات الكبار فحافظوا على ياسر.. ادعموه.. ساندوه فهو لعمري ثروة وطن يجب أن تصان وتحفظ. محمد نامي ماذا فعلت يا صاح؟ كرة القدم ومبارياتها الحساسة لا تحتمل (البرود) يا محمد، لهذا عليك بالتركيز لأن التركيز في لغة الحسم الكروي هو كل شيء. قوة الاتحاد في (ثنائيه) محمد نور وبوشروان هكذا أرى قوة الإتي، ومتى ما نجح خالد عزيز ورادوي في اتقان دور المراقبة فالهلال لن يجد أي صعوبة في هز تلك الشباك التي لم يهزمها طيلة موسم بأكمله سوى (الأهلي). مبروك للاتحاد الصدارة، وتهنئة من القلب للهلال فوزه، ومع التهنئة لو كنت مسؤولاً في الزعيم لما ترددت في أن أمنح ياسر القحطاني ومحمد الدعيع ما يستحقانه من التكريم، لأنهما ببساطة السر الذي أنتج كأس ولي العهد وأنتج المنافسة على الدوري والآسيوية.. وسلامتكم.