تحول أمل فتاة في الشفاء من مرض سرطان الدم، إلى «مضاعفات خطرة»، بعد لجوئها إلى «الحجامة»، لاعتقادها أنها «الوسيلة الأنجع» للتخلص من هذا الداء الذي لازمها لسنوات. وتحمست فوز عبدالله، للتوجه إلى إحدى المتخصصات في العلاج ب «الحجامة»، التي «تخلص الجسم من الدم الفاسد، وتنشط الدورة الدموية»، بعد أن سمعت عن قدراتها على علاج سرطان الدم، اذ كادت تصاب ب «اليأس» من الحصول على علاج في عيادة الأطباء المتخصصين؛ لكن فوز لم تشف من المرض، فيما زادت المضاعفات، بعد إجراء الحجامة مرات عدة. وتعزو فوز تردي حالتها الصحية بعد إجراء الحجامة، إلى «عدم قدرة المتخصصة على تقديم العلاج بطريقة صحيحة، والآن دخلت في حالة صحية صعبة، بسبب الحجامة». وتدعو إلى «تقنين هذه المهنة، من جانب وزارة الصحة، في شكل رسمي، ووضع ضوابط لممارستها، والحد من العشوائية فيها». ولا يبدو ان فوز هي «الضحية» الوحيدة ل «عشوائية الحجامة»، إذ تشير الممرضة نورة فالح، إلى ملاحظتها «كدمات على ظهر بعض المرضى، وأعراض غريبة نوعاً ما، يتبين لنا لاحقاً أنها بسبب خضوعهم للحجامة، التي لا يمارسها بعض الحجامين بطريقة طبية صحيحة»، مبينة ان بعض المرضى «يعانون من مضاعفات مرضية، وآثار جانبية، لأن أمراضهم لا تحتمل عمل الحجامة، لكنهم يجرونها»، مستدركة ان «مرضى يخضعون للحجامة، ويجنون فوائد صحية جمة، ولا يواجهون أي مشكلات، لكن بشرط ان يكون الحجّام ملماً بعمله جيداً». بدوره، يقول استشاري أمراض الدم الدكتور عبد الوهاب إسماعيل، ل «الحياة»: «إن طب الحجامة، على رغم أنه قديم، لكنه شهد في الفترة الأخيرة تطوراً لافتاً، وأصبح علماً مستقلاً في حد ذاته، ويمارس على أيدي أطباء متخصصين، ومن يمارسه من دون ترخيص يعتبر مخالفاً. ويجب التبليغ عنه. كما ان المريض يتحمّل مسؤولية النتائج السلبية التي تقع والأضرار اللاحقة، في حال تعامل مع حجامين غير مرخصين». ويشرح إسماعيل، الحجامة بأنها «إخراج تجمع الدم الفاسد من الأماكن التي تقل فيها الحركة، مثل الكاهل أعلى الظهر. ويتم سحبه بطريقة طبية معينة، يدركها الطبيب المختص تماما»، مشيراً إلى أن وقتها «محدد، فحركة الشوائب تكون ساكنة أوائل الشهر الهجري، حين يكون القمر غير مكتمل. أما عند اكتماله؛ فتحدث حركة مد في جسم الإنسان، وتختلط الشوائب في أيام 13 و14 من كل شهر هجري، ومع حلول أيام 17 و19 و21 تبدأ هذه الشوائب في الظهور على سطح الجلد، ويميل لونها إلى الاحمرار، ما يشير إلى ارتفاع نسبة الشوائب والتجلطات في الدم». وأبان ان «الحجامة لا تقتصر على معالجة الأمراض، فبعض الأصحاء يعملونها، حفاظاً على وضعهم الصحي. إلا أن هناك أمراضاً يجب ألا يتسرع المريض بعمل الحجامة، لعلاجها». وعن حالة المريضة فوز تحديداً، أوضح أن «أمراض السرطان في شكل عام، لا يمكن لمرضاها اللجوء إلى الطب الشعبي، أو طب الحجامة، لما لوضعهم الصحي من حساسية بالغة الخطورة، قد تنعكس سلباً عليهم. وتنجم عنها نتائج لا يحمد عقباها»، رافضاً اتهام فوز، للمتخصصة في الحجامة بأنها السبب في زيادة المضاعفات، لأنها «تعاني من مرض عضال، وترتفع حجم خطورته بين لحظة وأخرى. وكان عليها الالتزام بخريطة العلاج التي وضعها الطبيب المشرف على علاجها».