حذّر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون دول أميركا اللاتينية من أن الاستثمارات الصينية في القارة تستحضر الاستعمار الأوروبي، منتقداً بيع روسيا أسلحة لحكومات مستبدة في المنطقة. ولم يستبعد انقلاباً عسكرياً في فنزويلا. أتت تصريحات تيلرسون في خطاب ألقاه في جامعة تكساس في أوستن، حيث درس، في شأن العلاقات بين واشنطن وجيرانها الجنوبيين، قبل جولة في المنطقة تستمر أسبوعاً وتشمل المكسيكوالأرجنتين والبيرو وكولومبيا وجامايكا. وعرض رؤيته لأميركا لاتينية «حرة» و «مزدهرة»، مضيفاً: «نتقاسم القيم الديموقراطية ذاتها، القيم التي تقع في صلب ما نؤمن به، أياً يكن لون جواز السفر». وأكد أن 2018 هو «عام الأميركتين»، مع انعقاد قمة لدول القارة في البيرو في نيسان (ابريل) المقبل، ومجموعة الدول الصناعية السبع في كندا في حزيران (يونيو) ومجموعة العشرين أواخر العام في الأرجنتين. ورأى تيلرسون أن على الحكومات الإقليمية أن تحمي نفسها من «جهات فاعلة مفترسة تظهر الآن في نصف الكرة الذي ننتمي اليه»، مضيفاً: «نموذج الدولة الصينية للتنمية يستحضر الماضي ويجب ألا يشكّل مستقبل القارة». وأشار الى «ممارسات تجارية غير العادلة» اعتبر أنها ستؤثر في شكل كبير في الوظائف المحلية، وزاد: «تكتسب الصين الآن موطئ قدم في أميركا اللاتينية. وكما تفعل في الأسواق الناشئة في أنحاء العالم، تُقدّم مظهراً جذاباً للتنمية، ولكن هذا ينطوي غالباً على تحقيق مكاسب قصيرة الأجل، في مقابل تبعية بعيدة المدى. إنها تستعين بالمهارة الاقتصادية لجذب المنطقة لكي تدور في فلكها، والسؤال هو: بأي ثمن». ونبّه دول القارة قائلاً: «فيما جلبت هذه التجارة فوائد، فإن الممارسات التجارية غير العادلة التي استخدمها كثيرون من الصينيين، أضرّت أيضاً بقطاعات التصنيع في هذه الدول، ما أدى الى بطالة وتراجع أجور العمال. أميركا اللاتينية لا تحتاج الى قوى إمبريالية جديدة لا تسير سوى وراء مصالحها الخاصة». واعتبر الوزير الأميركي أن «الوجود المتزايد لروسيا في المنطقة مقلق أيضاً»، مندداً ببيعها «أسلحة ومعدات عسكرية الى أنظمة لا تحترم القيم الديموقراطية»، وزاد: «على منطقتنا أن تجتهد للوقاية من قوى بعيدة لا تعكس القيم الأساسية المشتركة فيها». ورأى تيلرسون أن «النظام الفاسد والعدائي لنيكولاس مادورو في فنزويلا يتمسّك بحلم غير واقعي ورؤية أدت الى خيبة أمل سكان المنطقة أصلاً». وسُئل هل إن إطاحة مادورو ضرورية أو هل ستؤدي الولاياتالمتحدة دوراً في هذا الأمر، فأجاب: «لا ندعو إلى تغيير النظام أو إطاحة الرئيس مادورو، بل إلى العودة إلى الدستور». واستدرك: «في تاريخ فنزويلا وفي تاريخ دول أخرى في أميركا اللاتينية والجنوبية، كثيراً ما يتعامل الجيش مع ذلك. عندما تسوء الأمور إلى درجة تجعل قيادة الجيش تدرك أنها لم تعُد تستطيع خدمة المواطنين، فستدير انتقالاً سلمياً. لا أعرف هل هذه هي الحالة أم لا». وأضاف: «إذا لم يستطع تحمّل حرارة الوضع والضغوط، فأثِق بأن لديه أصدقاء في كوبا ربما يمنحونه بلدة لطيفة على الشاطئ قد يعيش فيها حياة هانئة».