دعت فرنسا أمس روسيا وإيران إلى التدخل «في شكل ملحّ» لدى حليفهما النظام السوري لوقف القصف على محافظة إدلب، شمال غربي سورية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، فيما دعت الأممالمتحدة إلى «كسر الجمود» في شأن إدخال المساعدات إلى سورية. وذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آنييس فون دير مول أنه «من الملحّ أن تأخذ روسيا وإيران، ضامنتا عملية آستانة وحليفتا نظام دمشق، تدابير من أجل وقف القصف وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية بشكل آمن وكامل وبدون عراقيل إلى من هم في حاجة إليها». ولفتت باريس إلى أن القصف الذي استهدف في 29 و30 كانون الثاني (يناير) الماضي محافظة إدلب وخصوصاً مدينة سراقب «غير مقبول»، وكذلك الهجمات التي تستهدف الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة قرب دمشق. وتشنّ قوات النظام بدعم روسي منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي هجوماً يستهدف «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى في إدلب، تمكنت بموجبه من السيطرة على عشرات البلدات والقرى ومن استعادة السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وأتى تحرك قوات النظام في إدلب بعد انتهائها من آخر المعارك ضد تنظيم «داعش» في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق. في غضون ذلك، أعلن مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية يان إنغلاند أمس إن موافقة النظام السوري على إدخال قوافل الإغاثة بلغ «أدنى مستوياته» منذ أن بدأت الأممالمتحدة العمل ب «قوة مهام إنسانية» عام 2015، مندداً بعدم دخول أي مساعدات خلال الشهرين الأخيرين. ودعا إنغلاند روسيا وتركيا وإيران إلى تحقيق «عدم التصعيد» في القتال بمحافظة إدلب ولهدنة إنسانية في منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها جماعات معارضة والواقعة تحت حصار القوات النظامية حيث ينتظر المئات الإجلاء الطبي. ولفت إنغلاند للصحافيين في جنيف إلى أن «دبلوماسية الشؤون الإنسانية تبدو عاجزة تماماً، ولا نحقّق أي تقدم». ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام واصلت مع الجماعات المتحالفة معها هجوماً نحو طريق حلب– دمشق، موسعة سيطرتها إلى نحو 20 قرية خلال الساعات الأخيرة بين أبو الضهور وسراقب. ومكَّن هذا التقدم قوات النظام من التقدم لمسافة أقل من 14 كلم من بلدة سراقب وطريق حلب- دمشق الدولي. وفي الغوطة الشرقية، واصلت قوات النظام تصعيد قصفها حيث استهدفت مدينة دوما بقذائف أدت إلى مقتل طفلين وجرح 10 آخرين، غداة استهدافها المدينة فجر أمس ب4 صواريخ تسببت بحالات اختناق ل3 أشخاص، فيما اتهم سكان المنطقة قوات النظام باستهدافهم بصواريخ تحمل غازات. واستهدفت القوات النظامية مدينة حرستا ب13 غارة وقصفاً بصواريخ أرض– أرض تزامناً مع الاشتباكات المتواصلة مع مسلحي و «هيئة تحرير الشام» و «حركة أحرار الشام الإسلامية».