فتحت القوات النظامية السورية معركة جديدة شرق دمشق بشن حملة على الغوطة الشرقية وقف العناصر المسعفون عاجزين أمام شدتها بالتزامن مع تصعيدها قصف الأحياء المحاصرة شرق حلب واستمرار الجيش الروسي باستهداف جنوب غربي المدينة وإدلب، في وقت قال مسؤول دولي إن ربع مليون مدني محاصرين شرق حلب يواجهون «لحظة قاتمة»، ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة خمس دول أوروبية بعد لقائهم في برلين، إلى «الوقف الفوري» لقصف حلب. وقال يان إيغلاند مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية أمس، إن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون «لحظة قاتمة جداً»، مع غياب أي إمدادات غذائية أو طبية واقتراب فصل الشتاء وتوقع هجوم شرس من جانب قوات الحكومة السورية وحلفائها. وقال إيغلاند إنه على رغم ترحيب روسيا وجماعات المعارضة المسلحة بخطة الأممالمتحدة الإنسانية لتوصيل الإمدادات وإجلاء المرضى والمصابين من شرق حلب، لم يقدم أي طرف الموافقة النهائية. وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات النظام قصفها على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه أحصى تعرض 40 حياً ومنطقة للقصف في حلب وريفها، وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن عشرات القذائف والصواريخ سقطت منذ صباح أمس على الأحياء السكنية التي تعرضت أيضاً لغارات جوية مكثفة. وأفاد بأن القصف المدفعي وبراجمات الصواريخ غير مسبوق منذ العام 2014 في تلك الأحياء، التي اعتادت الغارات الجوية، في وقت لزم السكان منازلهم وخلت الشوارع من المارة. وتزامن التصعيد العسكري في مدينة حلب بدءاً من الثلثاء مع إعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط). وأفاد «المرصد السوري» ومراسل «فرانس برس» في المحافظة باستهداف «طائرات حربية يعتقد أنها روسية» مناطق عدة، بينها مدينتا سراقب وجسر الشغور. في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، تستهدف القوات النظامية مدينة دوما بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ مع تحليق كثيف للطائرات الحربية. وأفاد مراسل «فرانس برس» في دوما المحاصرة بأن فرق الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على التحرك لإسعاف الضحايا. في برلين، قال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك بعد اجتماع مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، إنه سيكون من السذاجة توقع تحول 180 درجة من جانب روسيا أو الرئيس السوري بشار الأسد، لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها سيواصلون محاولة إحداث تغيير لإنهاء الصراع الدموي في سورية. وعقد أوباما الجمعة لقاء وداعياً في برلين مع رؤساء حكومات بريطانيا تيريزا ماي وإسبانيا ماريانو راخوي وإيطاليا ماتيو رينزي والمستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وأكد المسؤولون الغربيون الستة أيضاً موقفهم من سورية، داعين إلى «الوقف الفوري» لهجمات النظام السوري وروسيا وإيران على مدينة حلب. في لاهاي، أكد المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومجو في مقابلة مع «فرانس برس»، أن المنظمة تنظر حالياً في «أكثر من 20» اتهاماً باستخدام أسلحة مماثلة في سورية منذ شهر آب (أغسطس). وقال: «نبذل ما في وسعنا لجمع معلومات عن اتهامات مماثلة في محاولة لتحديد ما إذا كانت ذات صدقية أو لا بهدف تعميق التحقيق»، مضيفاً: «أعتقد أن عددها كبير جداً، لقد أحصيت أكثر من عشرين وداعش قد يكون صنع بنفسه» غاز الخردل المستخدم في العراق وسورية، مضيفاً أنه «في غاية القلق» حيال ذلك.