دعت الإدارة الأميركية حكومي أربيل وبغداد إلى مواصلة محادثاتهما للتوصل إلى وضع حلّ نهائي لملفاتهما الخلافية، مجددة تمسكها بوحدة وسيادة العراق، فيما وصلت أمس لجان فنية اتحادية جديدة إلى إقليم كردستان ضمن عملية تدقيق للوائح موظفيه تمهيداً لدفع رواتبهم المتأخرة. وتتعرض الحكومتان إلى ضغوط متواصلة من واشنطن وحليفتيها لندن وباريس للمضي قدماً بالمحادثات، والإسراع في حسم ملفاتهما الخلافية، التي تفاقمت عقب خوض الأكراد استفتاء الانفصال. وأعلن نائب وزير الخارجية الأميركية جون سوليفان خلال اجتماعه برئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني ونائبه قباد طالباني في أربيل، أن بلاده «تدعم الإقليم كجزء من العراق الاتحادي الموحد»، وأن «الإدارة الأميركية تشجعت للمناقشات العملية الجارية بين أربيل وبغداد، وتدعو لاستمرارها وصولاً إلى المشاركة في الملفات الرئيسة». وأوضح بيان مشترك أن اللقاء تطرق إلى «أهمية إجراء الإصلاحات اللازمة لجذب الاستثمارات»، مشيراً إلى أن «سوليفان كان شدد خلال لقائه رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد على ضرورة التوصل إلى توافقات عملية بين الحكومتين، خصوصاً في ملف دفع رواتب موظفي الإقليم ورفع الحظر عن مطاراته». وجدد التزام بلاده «بعراق موحد فيديرالي وتعزيز علاقاتنا مع شعب هذا البلد المهم». وأفادت الحكومة الكردية بأن «المسؤول الأميركي أبدى رغبة واشنطن لحل الأزمة، ودعمها للإقليم، على أمل أن يستعيد مكانته الاقتصادية الهامة التي كان يشغلها»، فيما أثنى بارزاني على «جهود واشنطن لإطلاق الحوار مع بغداد»، وأكد التزام حكومته «بمواصلة الحوار وفق الدستور». وأعربت مسؤولة القسم السياسي في القنصلية البريطانية في أربيل لوسي بمت، خلال لقائها القيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني» سعدي بيره، عن ارتياح حكومة بلادها «لاستمرار المحادثات بين أربيل وبغداد». وتابعت: «نرغب في استقرار العراق والمنطقة عبر التنسيق والحوار السلمي». كما أعلن ممثل حكومة كردستان لدى فرنسا علي دولمري، أن «وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان سيزور بغداد وأربيل قبل التوجه إلى الكويت للمشاركة في مؤتمر إعمار العراق»، مؤكداً أن «فرنسا تأمل في أن تمهد الحوارات بين الحكومتين لحسم الخلافات في الملفات الخلافية العالقة». من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه بحث مع رئيس «حراك الجيل الجديد» شاسوار عبد الواحد (المعارض لحكومة أربيل) التطورات السياسية وأهمية حل الإشكالات العالقة دستورياً ووحدة الصف». وذكر عبد الواحد في تعليق له عبر «فايسبوك» أنه إضافة إلى اجتماعه بالعبادي، عقد سلسلة اجتماعات مع زعيم ائتلاف «دولة القانون» وزعيم تيار «الحكمة» عمار الحكيم. وأفاد بأن «العبادي تعهد بعد إرسال رواتب وزارتي الصحة والتربية، بدفع رواتب كل الوزارات، بما فيها البيشمركة تدريجاً بمجرد انتهاء عمليات تدقيق لوائح أسماء الموظفين». وأضاف «لقد أبلغت العبادي بأن المتضرر الوحيد من الأزمة هم مواطنو الإقليم وموظفوه». إلى ذلك، أعلن النائب عن «الاتحاد الوطني» عبد القادر محمد أن «لا صحة لما يقال عن وصول أموال، وعملية دفع الرواتب ستتم بعد التوصل إلى اتفاق بين أربيل وبغداد». في وقت ذكرت مصادر مصرفية أن «المبلغ المشار إليه مرسل من المصرف المركزي لتعزيز فروعه في الإقليم، بغية بدء التعاملات المالية المتعلقة بالشركات والمصارف»، وذلك بعد يوم من إقرار البرلمان الاتحادي إعادة إطلاق التعاملات مع المصارف في كردستان. ووصلت أمس، لجان فنية جديدة من الحكومة الاتحادية إلى الإقليم في إطار التفاهمات لتدقيق لوائح أسماء موظفي وزارات الإقليم تمهيداً لإطلاق رواتبهم. وأعلنت المدير العام للتخطيط في حكومة أربيل فيان محمد، وصول خمسة وفود لإجراء تدقيق بلوائح 5 وزارات أخرى، مع قرب انتهاء تدقيق لوائح وزارتي الصحة والتربية»