أعلنت الإدارة الأميركية ترحيبها باستئناف المحادثات بين حكومتي أربيل وبغداد ورغبتها في «التنسيق لمواجهة الأخطار» بعد نهاية تنظيم «داعش»، فيما أعلن حزب ثالث أمس، انسحابه من حكومة كردستان، وسط اتساع رقعة الانقسام السياسي داخل البيت الكردي. وأجرت لجان من بغداد وأربيل الأسبوع الجاري جولتين من المحادثات وصفت بال»إيجابية» لحل الخلافات في شأن ملفات تتعلق بالأمن الحدودي وإدارة المنافذ والمطارات والنفط، وافق خلالها الإقليم على إخضاع المطارات للسلطة الاتحادية مقابل رفع الحظر عنها، على أن يبت رئيس الوزراء حيدر العبادي بمحضر التوصيات ويقوم بتقييمها قبل إقرارها. وأفاد بيان لحكومة الإقليم بأن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون «رحب في اتصال هاتفي مع رئيسها نيجيرفان بارزاني بالاجتماعات البناءة الجارية بين حكومتي أربيل وبغداد لحل الخلافات، واعتبار الدستور سبيلاً للتسوية». وجدد تيلرسون «دعم واشنطن للحوار، وأهمية التعاون والتنسيق مع الحكومتين، لمواجهة أي أخطار بعد القضاء على تنظيم داعش ومنع إثارة أي نوع من العنف»، آملاً أن «تنجح حكومة الإقليم في تجاوز أزماتها»، ومؤكداً «الاستعداد لدعمها في ذلك». ونقل البيان عن بارزاني تحذيره «من خطر عودة العنف»، وتشديده على «أهمية أن يتفق الإقليم وبغدادوواشنطن على آلية عمل مشتركة لمواجهة هذا الخطر». ووصف المحادثات الجارية بين حكومته وبغداد ب «الإيجابية، طالما أبدينا استعدادنا للحوار». وقال: «نحتاج مساندة جميع الأطراف للمضي بهذه المحادثات قدماً»، مشيراً إلى أن «أربيل تعتبر واشنطن حليفة، وهي بحاجة لأصدقائها لتجاوز المرحلة». ورجحت وسائل إعلام مقربة من حكومة أربيل أن يتوجه بارزاني إلى بغداد في 24 الجاري، تلبية لدعوة من رئيس البرلمان سليم الجبوري للمشاركة في مؤتمر يعقد حول «المصالحة الوطنية» و «خيار تطبيق النظام اللامركزي». وأكد العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، سعيه إلى «حل جميع الخلافات العالقة مع حكومة كردستان والعمل على تقوية القرار السياسي العراقي». وقال: «نحن جادون في دفع رواتب جميع موظفي الإقليم، لكننا لغاية الآن لا نملك قواعد بيانات دقيقة بعدد الموظفين». وكشف مسؤولون حكوميون أكراداً أن «وفداً من وزارتي الصحة والتربية في الإقليم سيقوم بزيارة ثانية إلى بغداد، للاجتماع بالحكومة الاتحادية للبحث في دفع رواتب موظفي الوزارتين»، في وقت قررت الحكومة الاتحادية في اجتماع برئاسة العبادي «صرف الدفعة الثانية لرواتب العاملين على تشغيل السدود». وأعلن وزير الصحة في حكومة أربيل ريكوت حمه رشيد، على هامش مؤتمر للخدمات الصحية أن «عملية تدقيق اللوائح بلغت مرحلة نهائية». وزاد: «نحن في انتظار صرف الرواتب في أقرب وقت». وأوضح أن «الوزارة تلقت من بغداد قسماً من حصتها من الأدوية لكنها قليلة، ونجري مشاورات لإرسال المزيد». وأرجأت وزارة «البيشمركة» الكردية دفع رواتب منتسبيها المتأخرة لشهر أيلول (سبتمبر) الماضي، بعدما تلقت إخطاراً من وزارة المالية بعدم توافر السيولة النقدية اللازمة، على رغم أن الأخيرة كانت أعلنت سابقاً موعد الدفع. وأبدت استعدادها لتقبل أي انتقادات بصدر رحب لأن الجميع يعيش الظروف الصعبة ذاتها، وأكدت الوزارة أنها ستبذل ما بوسعها «لتأمين الرواتب كاملة». وفي خطوة من شأنها تعميق الانقسامات الداخلية القائمة، أعلن زعيم «حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني» صلاح الدين بهاء الدين الانسحاب من حكومة الإقليم، بعد سلسلة اجتماعات لقيادة حزبه وعقده لقاء مع رئيس الحكومة. وقال: «بعدما أجرى المجلس القيادي للحزب تقييماً لمدى استجابة الحكومة لمطالبنا التي سبق وحددناها بمدة زمنية في شأن الإصلاحات واعترافها بعدم قدرتها على تنفيذها في الوقت الحالي، صوتت القيادة بالغالبية على الانسحاب من التشكيلة». وهذا ثالث حزب ينسحب من حكومة بارزاني الائتلافية بعد حركة «التغيير» و «الجماعة الإسلامية» على وقع تبعات أزمة استفتاء الانفصال.