كشف رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أنه «سيجري جولة ثانية من المحادثات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لوضع حلول شاملة لكل الملفات الخلافية العالقة»، فيما باشرت لجنة من الحكومة الاتحادية في أربيل التدقيق في لوائح موظفي وزارتين كرديتين، في إطار تفاهمات سابقة لدفع رواتب موظفي الإقليم. وباشر وفد من ديوان الرقابة المالية في الحكومة الاتحادية في أربيل أمس، عملية تدقيق واسعة للوائح أسماء موظفي وزارتي الصحة والتربية في الإقليم تمهيداً لدفع رواتبهم، إذ تعاني الحكومة الكردية منذ أكثر من عامين أزمة مالية خانقة. وأعلنت المدير العام للتخطيط في وزارة الصحة فيان محمد حسين خلال مؤتمر صحافي أمس، أن «وفد الرقابة أبلغنا بأن الحكومة الاتحادية ستصرف راتب شهر واحد للوزارتين، قبل الانتهاء من عملية تدقيق لوائح أسماء الموظفين، لكن لم يحدد بعد موعد لانتهاء عمل اللجان أو دفع الرواتب». وجاءت تصريحات نيجيرفان بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في أربيل، عقب اجتماع لحكومته خصص للبحث في نتائج محادثاته مع العبادي في بغداد ومع مسؤولين إيرانيين في طهران، في محاولة لفك نطاق العزلة عن الإقليم الكردي، نتيجة خطوته الانفصالية (الاستفتاء الذي أجري في أيلول الماضي). وقال بارزاني إن المحادثات في بغدادوطهران كانت «إيجابية»، وكشف أنه استعرض مع العبادي «الملفات المهمة والمتعلقة بالنفط والمطارات والرواتب والمنافذ الحدودية». وقال إن «اتصالاتنا ستستمر لحين الوصول إلى حلول شاملة، هذه بداية جيدة»، وأضاف: «لا وجود لمواعيد محددة سواء بما يتعلق بدفع الرواتب أو رفع الحظر المفروض على مطارات الإقليم، الخلافات لن تُحل دفعة واحدة، بل ستكون عبر مرحلتين آنية ومستقبلية». وتابع قائلا أن «زيارتنا إلى العاصمة جاءت نتيجة دور كبير لعبه أصدقاء بغداد وأربيل، واتصالات مع العبادي، الذي سنعقد معه ووزير النفط اجتماعاً ثانياً على هامش مؤتمر دافوس في سويسرا». وأفاد بأنه لم يوقع «على أي اتفاق مع بغداد، وكذلك مع طهران». وزاد: «أخطرنا واشنطن بزيارتنا للدولة الجارة، التي نسعى إلى تطوير العلاقات معها وكذلك مع الجارة تركيا، وأكد لنا الإخوة في طهران دعمهم حقوق الإقليم الدستورية وتأييدهم الحوار مع بغداد». وكان بارزاني اختتم زيارته إلى طهران بلقاء رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الذي أكد العلاقة المشتركة، وعدم المساس بها من خلال ارتكاب أخطاء استراتيجية ( في إشارة إلى الاستفتاء الكردي). لافتاً إلى أن الأحداث (تداعيات الاستفتاء) التي وقعت في منطقة كردستان لم تكن لتخدم أشقائنا الأكراد، وينبغي تسوية مشكلات كردستان بدراية، في ظل دعم الحكومة الاتحادية في بغداد»، وفقاً لوكالة «فارس» للأنباء. وشدد لاريجاني على أن الإقليم «يتمتع بأرضية للنشاط الاقتصادي ومهيأ لمزيد من الازدهار». وقال: «يجب التفاهم مع بغداد، ونأمل أن نشهد تسوية للخلافات». ونقل بيان للحكومة الكردية عن بارزاني قوله إن «الإقليم كان دائماً عامل استقرار، هذه هي سياستنا وسوف تظل كذلك»، مشدداً على «أهمية وضرورة الدور الإيراني في توسيع وإنجاح الحوار بين أربيل وبغداد». وضمن المؤشرات على عودة تدريجية للعلاقة بين الحكومتين التي كانت تدهورت في ضوء الخطوة الانفصالية للإقليم، أعلن مسؤول قيادة الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في السليمانية أدهم بارزاني، أن القنصل الإيراني مرتضى عبادي، زاره قبل أيام في أربيل.