لندن – رويترز، يو بي آي - استقبلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام الرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته ميشيل في اليوم الأول من زيارة الدولة التي يقوم بها للمملكة المتحدة. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن أوباما وزوجته امضيا عشرين دقيقة في قصر باكنغهام مع دوق ودوقة كامبريدج، الأمير وليام وزوجته كيت، المتزوجين حديثاً. وفي مستهل زيارته للندن، حظي أوباما باستقبال رسمي من جانب ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وزوجته دوقة كورنوول في مقر إقامة السفير الأميركي في منطقة ريجينت باراك وسط لندن. ووصل أوباما إلى بريطانيا ليل الاثنين - الثلثاء قادماً من جمهورية إرلندا قبل ساعات من الموعد المقرر لزيارته وذلك لتجنب احتكاك طائرته بسحابة الرماد البركاني المنبعث من آيسلندا، وسيجري اليوم محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ويلقي كلمة أمام البرلمان البريطاني لاحقاً. ووصل أوباما الاثنين إلى جمهورية إرلندا، المحطة الأولى في جولة أوروبية يزور خلالها المملكة المتحدة وفرنسا وبولندا، وأجرى محادثات مع الرئيسة ماري ماكاليس ورئيس الوزراء إندا كيني. وفي مقال مشترك نشرته صحيفة «ذي تايمز» امس، هدد الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني باستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر لحماية الناس من الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي. وكتب أوباما وكاميرون: «لن نقف مكتوفي الأيدي فيما تسحق تطلعات الناس تحت وابل من القنابل وطلقات الرصاص وقذائف الهاون، ونحن نتردد في استخدام القوة ولكن نعرف أن لدينا مسؤولية التحرك حين يتعلق الأمر بمصالحنا وقيمنا». وأضافا: «سنقف إلى جانب الساعين إلى الضوء بدل الظلام، وندعم الذين ينشدون الحرية بدلاً من القمع، ونساعد العاملين على وضع لبنات بناء الديموقراطية». وتعهد أوباما وكاميرون في مقالهما المشترك ب «الضغط من أجل نشر الديموقراطية في أنحاء العالم العربي، واللجوء إلى القوة العسكرية إذا لزم الأمر ضد الأنظمة التي تقتل شعوبها وتستخدم العنف لتبديد آمال مواطنيها بالحرية». وأشاد أوباما وكاميرون بالعلاقة الخاصة بين بلديهما، وكتبا: «إن علاقتنا ليست مجرد علاقة خاصة بل علاقة أساسية بالنسبة لنا وللعالم، فعندما تقف الولاياتالمتحدة وبريطانيا معاً، يصبح شعبي بلدينا وشعوب العالم أكثر أمناً وازدهاراً». ورافقت أول زيارة دولة يقوم بها الرئيس الأميركي لبريطانيا أضخم عملية أمنية على الإطلاق تشهدها العاصمة لندن. وأفادت شبكة «سكاي نيوز» إن العملية الأمنية على مدى ثلاثة أيام من زيارة الدولة قُدر بأن تكاليفها ستصل إلى عشرة ملايين جنيه إسترليني، ونصب خلالها سياج من الصلب حول مناطق واسعة من وسط لندن. وأضافت الشبكة أن الرئيس الأميركي كما في أي زيارة رسمية، احضر معه فريقاً أمنياً واسعاً والمعدات اللازمة لحمايته، كما جرى اتخاذ تدابير أمنية إضافية في أعقاب مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن على يد قوات خاصة أميركية مطلع الشهر الجاري في باكستان. وأشارت سكاي نيوز إلى أن حاشية تضم 500 شخص، من بينهم 2000 عنصر من عناصر الخدمة السرية المكلفة بحماية الرئيس الأميركي، ترافق أوباما وزوجته خلال تنقلهما في لندن في موكب يضم نحو 20 سيارة، كما تحيط عشرات الدراجات النارية التابعة للشرطة البريطانية بسيارة أوباما المعروفة ب «الوحش»، المحصنة ضد القنابل والرصاص. وأشارت «سكاي نيوز» إلى أن العملية الأمنية مشددة جداً إلى درجة أن الفريق الأمني المرافق للرئيس الأميركي طلب من قصر باكنغهام حيث يقيم أوباما تحصين الزجاج في جناحه، وأحضر معه زجاجاً مضاداً للقنابل لتغطية نوافذ القصر، فيما ذكرت تقارير بأن عناصر حمايته وضعوا أسرتهم في الدور السفلي للقصر وأقاموا مركز اتصالات خاصاً بهم. ويتنقل أوباما في طائرة الرئاسة المعروفة باسم «إر فورس 1» وهي من طرز «بوينغ 747 « وتوصف بأنها فندق فاخر يضم كل وسائل الراحة ومطبخاً وصالة للألعاب الرياضية، ومزودة أحدث الدفاعات ومركز قيادة يحتوي على أكثر من 80 هاتفاً تعمل بالأقمار الاصطناعية.